الجواب :
الحمد لله
مثل هذه الحال إذا مات عليها الإنسان لم يتعلق بها مدح ولا ذم في ذاتها ، ولم يتعلق
بها حكم للشرع ؛ فحكم الشرع إنما يتعلق بأفعال المكلفين ، وموت الإنسان في مكان
معين ، أو في زمان معين ، أو على هيئة معينة : ليس من فعله ، ولا هو داخل في مقدوره
، فلا يتعلق به حكم في نفسه .
وأما موت الصائم : فهو الذي وردت الآثار بفضله ؛ وليس لأن الموت هنا في مقدوره ،
لكن لأنه مات على عمل صالح ، ختم له به ؛ والعمل الصالح هو الذي في مقدوره ، ويتعلق
به حكم الله ، وموت الإنسان على مثل هذا العمل فضل من الله تعالى على عبده ، وحث
على ملازمة مثل هذا العمل ، رجاء أن يقبض عليه العبد .
عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ صَامَ يَوْمًا
ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه أحمد برقم
(22235) ، قال الشيخ الأرنؤوط: "صحيح لغيره".
ورواه البزار في مسنده (1/436) بلفظ : ( من خُتم له بصيام يوم دخل الجنة) وصححه
الشيخ الألباني رحمه الله.
قال المناوي رحمه الله: قوله : (من ختم له بصيام يوم) أي من ختم عمره بصيام يوم؛
بأن مات وهو صائم ، أو بعد فطره من صومه.
قوله
دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين ، أو من غير سبق عذاب" انتهى من "فيض
القدير شرح الجامع الصغير(6/160) .
وروى مسلم في صحيحه (5126) عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ )
.
قال ابن الجوزي رحمه الله : "...، فإذا مات الإنسان على حالة ، فقد ختم له بها ،
فعليها يبعث " انتهى من "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (1/751) .
والله أعلم