دواعي الوضع وأصناف الوضاعين
التقرب إلى الله تعالى :
بوضع أحاديث ترغب الناس في الخيرات ،
وأحاديث تخوفهم من فعل المنكرات ، وهؤلاء الوضاعون قوم ينتسبون إلى الزهد
والصلاح ، وهم شر الوضاعين لأن الناس قَبِلَتْ موضوعاتهم ثقة بهم ، ومن
هؤلاء مَيْسَرَةٌ بن عبد ربه ، فقد روي ابن حبان في الضعفاء عن ابن مهدي
قال : قلت لميسرة بن عبد ربه : من أين جئت بهذه الأحاديث، من قرأ كذا فله
كذا ؟ قال : وضعتُها أُرَغِّب الناسَ " .
الانتصار للمذهب :
لا سيما مذاهب الفرق السياسية بعد ظهور
الفتنة وظهور الفرق السياسية كالخوارج والشيعة ، فقد وضعت كل فرقة من
الأحاديث ما يؤيد مذهبها ، كحديث " علىُّ خير البشر ، من شكَّ فيه كفر " .
الطعن في الإسلام :
وهؤلاء قوم من الزنادقة لم يستطيعوا أن
يَكيدوا للإسلام جهاراً ، فعمدوا إلى هذا الطريق الخبيث ، فوضعوا جملة من
الأحاديث بقصد تشويه الإسلام والطعن فيه ، ومن هؤلاء محمد بن سعيد الشامي
المصلوب في الزندقة ، فقد رَوَى عن حُمَيْد عن أنس مرفوعاً " أنا خاتم
النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله " ولقد بين جهابذة الحديث أمر هذه
الأحاديث ولله الحمد والمنة .
التَّزَلٌّف إلى الحكام :
أي تقرب بعض ضعفاء الإيمان إلى بعض الحكام
بوضع أحاديث تناسب ما عليه الحكام من الانحراف ، مثل قصة غياث بن إبراهيم
النَّخَعي الكوفي مع أمير المؤمنين المهدي ، حين دخل عليه وهو يلعب
بالحَمَام ، فساق بسنده على التوّ ِإلى النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال :
" لا سَبَق إلا في نَصْل أو خُفٍ أو حافر أو جَنَاح " فزاد كلمة " أو
جَنَاح " لأجل المهدي ، فعرف المهدي ذلك ، فأمر بذبح الحَمَام، وقال : أنا
حملته على ذلك .
التكسب وطلب الرزق :
كبعض القُصَّاص الذين يتكسبون بالتحدث إلى
الناس ، فيوردون بعض القصص المسلية والعجيبة حتى يستمع إليهم الناس ويعطوهم
، كأبي سعيد المدائني .
قصد الشهرة :
وذلك بإيراد الأحاديث الغريبة التي لا توجد
عند أحد من شيوخ الحديث، فيقبلون سند الحديث ليُستَغربَ ، فيرغب في سماعه
منهم ، كابن أبي دحية وحماد النَّصِيبي "