ابو الريم مشرف
عدد المساهمات : 356 تاريخ التسجيل : 12/02/2012 العمر : 36 الموقع : مشرف
| موضوع: الفصل السابع: الاضطرابات الجنسية النفسية. السبت يونيو 16, 2012 10:24 pm | |
|
الفصل السابع: الاضطرابات الجنسية النفسية.
مقدمة:
لقد أتى على البشرية زمان كان الكلام فيه عن الأمور الجنسية من المُحرَّمات ومهما كان نوع وشكل وأهداف ذلك الكلام، ثم إنّ البشرية الآن تنشر العلاقات الجنسية على شاشات الفضائيات دون رقيب أو وازع من ضمير، وهكذا الناس في البعد عن السواء والاعتدال وهم إما مع الإفراط وإما مع التفريط، مع أنّ المنطقي والمعقول والشرعي هو الكلام عن الحياة الجنسية عند البشر بشكل علمي ومفيد ومنضبط بالقواعد الأدبية والأخلاقية للأمة وهو من الأمور المطلوبة خاصة إذا كان الكلام عن الحالات المرضية الجنسية التي تصيب الإنسان وتُعكّر عيه حياته وهو لا يجرؤ على الذهاب إلى الطبيب كي يساعده في حل مشكلته الجنسية، وفي هذا الإطار سوف نتكلم في هذه المقالة عن الاضطرابات الجنسية النفسية (PSYCOSEXUAL DISORDERS) وسوف نشير إلى الأمراض الجنسية العضوية في كلامنا.
لقد تأخر إدخال الاضطرابات الجنسية النفسية في مناهج كليات الطب إلى فترة متأخرة لكون الكلام في ذلك من المحرمات الاجتماعية وهذا ما انعكس سلبا على ثقافة الأطباء وخبراتهم في التعامل مع المرضى، وبالتالي كانوا غير قادرين على المساعدة أو تقديم النصيحة في مجال المشاكل الجنسية الشائعة، ومع ذلك كان هناك قلة من الأطباء والأطباء النفسانيين لديهم القدرة على التعامل مع هذه المشكلات ولكن معلوماتهم كانت في معظمها قائمة على التأمل ولم تكن قائمة على أساس من الطب التجريبي القائم على الدراسات والاستقراء والاستنتاج، فقد بنوا معلوماتهم على الاستبطان (التأمل في الذات الداخلية للنفس) وليس على الاستظهار(التأمل في الذوات البشرية الأخرى من خلال العلم والبحث والتجريب).
وفي دراسة الاضطرابات الجنسية النفسية كان الأسبق تاريخيا هو فرويد (FROUD)، وكان الأسبق علميا هو كِنسي (KINSEY) الذي بنى أعماله على أنواع مختلفة من الممارسات الجنسية عند الشعب الأمريكي، وهناك أعمال أحدث لماسترز (MASTERS) وجونستون (JOHNSTON) وجدت لنفسها مكانا هاما في المناهج التعليمية لكليات الطب في الولايات المتحدة ثم لكليات الطب في بقية أنحاء العالم، خاصة وأنّ المتطلبات الشعبية للمساعدة في حل المشكلات الجنسية أصبحت أكثر حيث إنّ الجماهير أصبحت تعي وسائل البحث والعلاج الفعال المتوفر في الأجزاء المختلفة من العالم.
إنّ نجاح الزواج والحياة الزوجية مبني أساسا على العلاقة الجنسية الناجحة بين الزوجين، وإنّ المرضى المصابين بمشاكل جنسية يعانون إلى حد بعيد من التعاسة والبؤس وإذا لم تتوفر لهم المساعدة فإنّ ذلك سيؤدي إلى انهيار الزواج أو إلى الحالات الاكتئابية والقلق أو الدخول في الكحولية والإدمان على المخدرات أو إلى تعاطي الأدوية المختلفة وخطر الانتحار أو إلى العلاقة الجنسية غير الشرعية، ومن هنا واجب الطبيب في المساعدة على حل هذه المشكلات الجنسية وتصحيح الاضطراب، ولكن يجب أن يكون معلوما أنّ الطبيب وحده لا يكفي في تدبير ومقاربة الاضطرابات الجنسية النفسية بشكل كامل وتام بل يجب أن يكون هناك فريق عمل مؤلف من الطبيب العام والطبيب النفساني والعامل (الباحث) الاجتماعي ليقوم كل منهم بدوره كما ذكرنا ذلك في المشاكل النفسية عند الأطفال، وإن كان الغالب أن يكون الطبيب هو الشخص الأول الذي يستشار من قبل المريض، وفي دول العالم الثالث يقوم بكل الأدوار.
وقد تم تصنيف الاضطرابات الجنسية النفسية إلى قسمين: (الأول) الاضطرابات الجنسية الوظيفية المتغايرة كالعنانة عند الذكور والبرود الجنسي عند الإناث. (الثاني) الاضطرابات التي تتصف بانحراف الفعاليات الجنسية عن الشكل الطبيعي كاللواط والسحاق والتعري.
أولا: العنانة عند الذكور:
إنّ العنانة عند الذكور تعني انعدام القدرة الجنسية، وتأخذ أشكالا متنوعة: (1) انعدام الرغبة الجنسية (الشهوة الجنسية) تجاه الطرف الآخر أو انعدامها بشكل عام. (2) عدم القدرة على الانتصاب. (3) عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب. (4) عدم القدرة على القذف رغم وجود فترة انتصاب كافية. (5) القذف المبكر.
إنّ الفعالية الجنسية تنتج عن سلسلة من المنعكسات، وإنّ أي عامل يؤثر على هذه السلسلة قد يؤدي إلى ظهور أحد الاضطرابات المذكورة أعلاه.
وأكثر أسباب العنانة مشاهدة هي الأسباب النفسية المنشأ (95%)، وخاصة القلق، فمن الحالات الكثيرة التواتر في العنانة هي تلك المشاهدة خلال شهر العسل، فكلا الطرفين متعب ومضطرب وقلق وخجل، إضافة إلى الجهل بالأمور الجنسية وفقدان الخبرة فيها، حيث تتشارك هذه العوامل مع بعضها لتؤدي في النتيجة إلى العنانة عند الرجل، وأحيانا قد يدنو المرء للقيام بالعملية الجنسية في اليوم الثاني من شهر العسل وهو قلق ومتوتر، وهذا القلق والتوتر قد يكونان كافيان لحدوث العنانة أو القذف المبكر، مما يؤدي إلى تضاعف القلق والاضطراب وازدياد الأمور سوءا وتعقيدا، وهكذا يقتنع المرء في النهاية بأنه غير طبيعي أو أنه مصاب بالعنانة منذ الولادة، فالقلق مهما كان سببه أكثر العوامل شيوعا في حدوث العنانة.
وتأتي الكآبة والاكتئاب بأشكاله المتنوعة في الدرجة الثانية من حيث الشيوع في حصول العنانة عند الذكور.
والسبب الثالث من الأسباب النفسية المنشأ في حدوث العنانة عند الذكور هو النظر إلى الزوجة كالنظر إلى المحرمات كالأم والأخت، فبعض الناس وبشكل لاإرادي يكون شعورهم تجاه شريكتهم هو كشعورهم تجاه أمهاتهم وأخواتهم وأقاربهم المحرمات عليهم، ولذلك يصابون بالعنانة مع زوجاتهم ولكنهم قادرين على الجماع مع الباغيات وبائعات الهوى وغيرهن من النساء.
والسبب الرابع من أسباب العنانة النفسية المنشأ هو أنّ بعض الرجال يعتبر عملية الجماع بحد ذاتها بأنها نوع من القوة والعدوانية ، وبسبب خوفهم المستمر من هذه العدوانية يصابون بالعنانة ويصبحون غير قادرين جنسيا.
والسبب الخامس من أسباب العنانة النفسية المنشأ هو عنانة رجال الأعمال، فهؤلاء الرجال منهمكين في أعمالهم طوال النهار وحتى الساعات الأخيرة من الليل، وهكذا يفقد هؤلاء الرجال القدرة على الجماع بسبب الضغط والإرهاق والشدة النفسية التي يعيشونها.
وأما العنانة العضوية المنشأ (5%) فلها سببان: (الأول) الأمراض التي تصيب الأعضاء التناسلية. (الثاني) تناول بعض أنواع من الأدوية كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة والأمفيتامينات ومركبات الرانيتيدين والديازيبام، فالأدوية التي تثير فعالية الجملة العصبية الذاتية يمكنها أن تؤدي إلى العنانة وذلك عندما تستخدم بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة، والعنانة بسبب تناول بعض الأدوية تتحسن وتزول بإيقاف استخدام هذه الأدوية فهي أسهل أنواع العنانة علاجا.
وأشيع أسباب عنانة القذف المبكر هو الاستمناء اليدوي أو العادة السرية كما يُسميها البعض، وذلك للفرق الكبير بين خشونة اليد ونعومة المهبل، وهنا كلمات يجب أن نقولها عن هذه العادة السرية، فهي ليست مرضا ولا تؤدي إلى مرض ولكن لها دلالات مرضية، فعادة ما يوجد إفراط في ممارسة العادة السرية عند المصاب بالقلق أو الاكتئاب أو الفصام، وعادة ما يوجد شكل شاذ من ممارسة هذه العادة عند الشخص الفصامي، ومن هنا يجب الابتعاد عن ممارسة هذه العادة ما أمكن إلى ذلك سبيلا، ويعالج القذف السريع عند الرجال بالضغط على مقدمة القضيب وهذه طريقة سيمنز في العلاج والمبدأ فيها هو المنعكس الشرطي.
وأما عنانة عدم القذف فهي عبارة عن عدم القدرة على القذف على الرغم من وجود الانتصاب الكافي، وهي أكثر ندرة من أشكال العنانة السابقة، والسبب فيها نفسي فهناك عادات متأصلة في عمق الرجل المصاب بها كالخوف من الحمل أو كره العطاء.
وأما علاج الضعف الجنسي عند الرجال فيقوم على مبادئ ماسترز وجونستون والتي تتضمن النقاط التالية: أن يوجه العلاج للزوجين، وأن يتعاون الزوجان معا، وأن يتم التثقيف الجنسي للزوجين بتشريح وفسيولوجيا الجنس، وأن يتم بناء سُلم عمل تدريجي للعملية الجنسية، وأن تكثف المعالجة يوميا، وأن يكون هناك معالجين ذكر وأنثى.
ثانيا: البرود الجنسي عند النساء:
هو ضعف الشعور بالمتعة الجنسية عند النساء، أو عدم الوصول إلى الرعشة الجنسية عند النساء، وهو يختلف في درجته ما بين الشعور بالتوتر والانزعاج حين حدوث تغير مفاجئ لتطور العملية الجنسية إلى عدم حدوث الرعشة الجنسية على الرغم من وجود العوامل المثيرة لها، والبرود الجنسي نوعان: بدئي وثانوي، فالبرود الجنسي البدئي هو عدم وصول المرأة على الرعشة الجنسية مطلقا خلال حياتها، والبرود الجنسي الثانوي هو أنّ المرأة قد وصلت إلى الرعشة الجنسية في السابق ولكنها لا تتمكن الآن من الوصول إليها.
وأسباب البرود الجنسي البدئي هي: (1) خلل تشريحي في الأعضاء التناسلية عند المرأة، (2) اضطراب فسيولوجي في الغدد الصم كاضطراب الغدة النخامية أو المبيض، (3) السبب النفسي المنشأ، (4) الجهل بالعمل الجنسي، (5) الخوف من العملية الجنسية، (6) الشعور بالعدائية تجاه العمل الجنسي،.
وأما أسباب البرود الجنسي الثانوي فهي: الأسباب الفسيولوجية كعسرة الجماع أو الجماع خلال فترة الإرضاع، والأسباب النفسية: (1) الخوف من الحمل، (2) عدم وجود إثارة كافية وذلك بسبب استعمال القلنسوة الواقية أو أنّ الزوج مصاب بالضعف الجنسي أو أنه مصاب بالقذف السريع، (3) التحرر المادي والاجتماعي عند النساء حيث يحدث صراع عند المرأة بين الاستقلال الذاتي وبين الاعتماد على الغير، (4) الاكتئاب أو القلق يمكن أن يُساهما في إحداث البرود الجنسي.
والعلاج في حالات البرود النفسي المنشأ على طريقة ماسترز وجونستون والتي تتضمن النقاط التالية: أن يوجه العلاج للزوجين، وأن يتعاون الزوجان معا، وأن يتم التثقيف الجنسي للزوجين بتشريح وفسيولوجيا الجنس، وأن يتم بناء سُلم عمل تدريجي للعملية الجنسية، وأن تكثف المعالجة يوميا، وأن يكون هناك معالجين ذكر وأنثى. ويضاف لذلك أنه من المفيد إعطاء الأدوية المضادة للقلق فمويا كمركبات الديازيبام.
ثالثا: الجنسية المثلية:
الجنسية المثلية هي شكل من أشكال الشذوذ الجنسي، ويقال في تعريفها أنها كل عمل جنسي وحتى كل تفكير جنسي بهذا العمل مع نفس الجنس، ويدخل في تعريفها العلاقة الجنسية بين الذكور (اللواط) والعلاقة الجنسية بين الإناث (السحاق)، وهناك تدرج مستمر ما بين المثلية الجنسية التامة حيث العلاقة ما بين شخصين من نفس الجنس وما بين التغاير الجنسي التام حيث العلاقة بين الذكر والأنثى، وقد اقترح كنسي (KINSEY) تصنيفا جيدا لتدرج المثلية ــ التغاير وذلك كما يلي: (1) مغاير بشكل مطلق: لا توجد له أي ميول لنفس جنسه. (2) مغاير في معظم الأحيان: يمارس الشذوذ عن طريق الصدفة (مرة). (3) مغاير في معظم الأحيان: يمارس الشذوذ لأكثر من مرة (عدة مرات). (4) متساوي ما بين التغاير والشذوذ. (5) شاذ في معظم الأحيان: قد يكون مغايرا لعدة مرات. (6) شاذ في معظم الأحيان: قد يكون مغايرا صدفة (مرة). (7) شاذ بشكل مطلق.
وقد ذكر كنسي أنّ (4%) من الشعب الأمريكي هم شاذون جنسيا بشكل مطلق وذلك في الخمسينات من القرن الماضي، أما الآن فمن المتوقع أن يكون (4%) من الشعب الأمريكي هم المغايرون بشكل مطلق، ولا بد من البيان أنّ المثلية الجنسية لا تعني العمل الجنسي الكامل بين شخصين من نفس الجنس فقط فهذا شكل من أشكال الجنسية المثلية وهو شكل نادر، والأشيع منه الشكلان الآخران من الجنسية المثلية وهما ممارسة العادة السرية المتبادل أو الجنس الفموي، ومن الصعوبة تحديد الأسباب الأساسية في انتشار المثلية الجنسية كشكل من أشكال الشذوذ الجنسي فقد تشاهد لدى الأشخاص الطبيعيين تماما والمتزنين والمتحررين من أي اضطراب نفسي، كما قد تشاهد لدى الشخصيات العصابية (NEUROSES) المضطربة والتي لديها اضطرابات نفسية، بالإضافة إلى إمكانية وجودها لدى المتخلفين عقليا والشخصيات النُفاسية (PSYCOSES) والمصابين بأمراض عقلية عضوية.
وقد أكد الاختصاصيون النفسانيون على اختلافهم على أهمية العوامل التالية كأسباب محتملة للجنسية المثلية: (1) العوامل الوراثية: فالدراسات التي تمت على التوائم أظهرت أنّ العوامل الوراثية تلعب دورا في حدوث الجنسية المثلية ولكن لدى نسبة معينة من المرضى علما أنه لا يوجد مورثة خاصة بالشذوذ الجنسي. (2) الاستعداد البنيوي: وهو رأي مدرسة التحليل النفسي حيث إنّ الابن لم يتخلص من عقدة أو ديب وبقي يتقمص دور الأم. (3) عوامل التكيف: وهو رأي مدرسة التعليم الخاطئ. (4) العوامل المتعلقة بالظواهر النفسية: حيث يكون دور الأب سلبي أو غائب فالابن يتقمص دور الأم. (5) العوامل الفسيولوجية والهرمونية: والدراسات التي تمت على دور الغدد الصم لم تكن حاسمة. ومن المناسب التذكير بأنّ الذكورة والأنوثة ليست أمورا مستقلة عن بعضها كليا، فثمة أشخاص من الجنسين يمكن أن يُظهروا نسبا مختلفة من الذكورة والأنوثة، وقد نجد إناثا شديدي الاسترجال وذكورا شديدي التخنث.
إلا أنّ الدراسات التي تمت على الشاذين جنسيا والذين تقدموا للمعالجة النفسية أو للمحاكمة القانونية أظهرت وجود نسبة عالية من العُصابيين والنُفاسيين بين هؤلاء المرضى، ولكن بشكل عام لا يوجد إلا اختلاف بسيط بينهم وبين الأشخاص الطبيعيين، وقد تم تصنيف هؤلاء المرضى على الشكل التالي: (1) البالغون والناضجون والذين قد يشعرون بعد الارتياح للشذوذ الجنسي في فترات معينة ولكنهم في مأزق من التخلص منه، وهؤلاء يستجيبون بشكل جيد للمعالجة النفسية الداعمة. (2) الشخصيات المضطربة التي لديها علامات تخنث واضحة وتلجأ للإغراء والإغواء والعهر الجنسي بملاحقة الآخرين للإيقاع بهم جنسيا. (3) الشخص البسيط المعزول اجتماعيا والذي لم تكن له علاقة حب سابقة. (4) الشخص السريع الامتعاض والغضب والذي يحمل مشاعر عدائية تجاه المجتمع وغالبا لديه سجل طويل في المحاكم. (5) قد يحدث الشذوذ الجنسي لدى أشخاص طبيعيين تماما. (6) الشخص المتوازن ذو النزعة الكامنة للشذوذ وهذا قد يكون ذكيا ومتزوجا وله أطفال. (7) قد يشاهد الشذوذ الجنسي لدى المصابين بأي عجز عقلي كالأمراض النفسية أو الأمراض الدماغية. والعلاج يشمل المعادي للمجتمع والمخالف للقانون في أوروبا أما عندنا فيشمل الجميع.
ويعتقد بعض المؤلفين أنّ تأثير الأبوين يلعب دورا مهما فيما يتعلق بالشذوذ الجنسي، فقد تكون لمواقف الأم الصارمة والشديدة والتي تطمح إلى الكمال تأثيرا سيئا، كما قد يكون الحرمان من الأب ذو تأثير سيئ خاصة في الوقت الذي ينمو فيه الطفل والذي يحتاج فيه إلى البيان والتعليم بأنّ الشذوذ الجنسي أمر سيئ.
أما المعالجة فهي: إما معالجة نفسية أو معالجة مُنفِّرة. والمعالجة النفسية قد تفيد الشاذين الذين لديهم شعور بالذنب أو قلق وتوتر غير محتمل من الشذوذ، وكذلك تفيد المعالجة النفسية في الأشخاص الذين يطلبون المساعدة من أجل حمايتهم وتحصينهم من الشذوذ. وقد أظهر معظم الأطباء النفسانيين أنه لا يوجد شفاء كامل لدى الشاذين جنسيا بشكل مطلق أي المرحلة السابعة من تصنيف كنسي، ولكن المعالجة هنا تخفف من الشدة النفسية التي يعاني منها المرضى. وأما المعالجة المُنفِّرة فهي إما عبارة عن حقن الأبومورفين لإحداث الإقياء أو الصدمة الكهربائية لإحداث الألم مع عرض لصور عراة بالتزامن مع الإقياء والألم، ومع تكرار التجربة يحدث النفور والكره.
وللشذوذ الجنسي أشكال متعددة ومتنوعة وهي من مفرزات الحضارة الغربية المادية الإباحية التي لا تؤمن بشيء والتي تستحلُّ كل شيء، ومن هذه الشذوذات: التعرِّي أمام الناس، ومنها رغبة الرجل في ارتداء ملابس المرأة (TRANSVESTISM)، ومنها رغبة الرجل في قلب جنسه وتغييره تشريحيا (TRANSEXUALISM)، ومنها الفتشية (FETISHISM) وتُسمى عشق الغمائم حيث يجد الرجل المتعة الجنسية بالأشياء الجامدة التي تخص المرأة كالأحذية والمعاطف، ومنها السادِّية (SADISM) حيث يجد الشخص المتعة الجنسية بإلحاق الأذى بالآخرين، ومنها المازوشية (MASOCHISM) حيث يجد الشخص المتعة الجنسية بإلحاق الأذى بنفسه، ومنها حب الغلمان (PAEOPHILIA)، ومنها البهيمية وتعني ممارسة الجنس مع الحيوانات، ومنها عشق الجثث وتعني ممارسة الجنس مع الجثث، ومنها التلصص (VEYEURISM) وهو الحصول على المتعة الجنسية من خلال الآخرين وهم يمارسون الجنس مع عدم القدرة على ممارسة الجنس، ومنها اللزلزة (FROTTEURISM) أي الحصول على المتعة الجنسية من خلال ضغط العضو التناسلي بالآخرين في الأماكن المزدحمة، ومنها (COPROPHILIA) أي الحصول على المتعة الجنسية من خلال تخيل أو رؤية الآخرين أثناء التغوط، ومنها (UROPHILIA) أي الحصول على المتعة الجنسية من خلال تخيل أو رؤية الآخرين أثناء التبول، وهناك شذوذات أخرى كثيرة أعرضنا عن ذكرها لما فيها من القرف الذي تعجُّ به الحضارة الغربية الإباحية.
ونختم هذه المقالة بكلمات حول العلاج: فيجب قبل كل شيء تحديد الهدف من العلاج، والعلم بأنّ العلاج يحتاج إلى جهد كبير، ولا يجوز للمريض أن يُفكر بالموضوع الشاذ الذي يتعالج منه ولا حتى في الخيال، كما يجب عدم ممارسة العادة السرية مع التخيل الشاذ، وإذا كان هناك قلق أو اكتئاب مرافق للشذوذ يجب معالجته بمضادات القلق أو مضادات الاكتئاب، والتحليل النفسي ليس له دور في علاج الشذوذ الجنسي، والعلاج السلوكي بالإكراه مفيد والأفيد منه العلاج السلوكي بالبرمجة. والسلام عليكم ورحمة الله.
| |
|