عجئة فلسطين
عجئة فلسطين
عجئة فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عجئة فلسطين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفصل الثامن: الكحولية والإدمان على المخدرات.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

الفصل الثامن: الكحولية والإدمان على المخدرات. Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثامن: الكحولية والإدمان على المخدرات.   الفصل الثامن: الكحولية والإدمان على المخدرات. Icon_minitimeالسبت يونيو 16, 2012 10:23 pm

[size=18][size=25]الفصل الثامن: الكحولية والإدمان على المخدرات.


التعريف والأسباب والمراحل:



[/size]الكحولية مرض ناجم عن تناول الكحول لفترة طويلة
وبكميات كبيرة، ويتصف هذا المرض بثلاثة أعراض أساسية: (1) الرغبة
الفسيولوجية في تناول الكحول تحدث إثر تناول كميات قليلة منه بمقدار
يعادل القدح. (2) وجود فترات من غياب الوعي الكامل أثناء السكر بسبب
تناول الكحول. (3) الحاجة الفسيولوجية للكحول إذا تمَّ سحبه. وهذه هي
الأعراض الثلاثة الأساسية للكحولية. أما الذين يتناولون الكحول بكميات
كبيرة دون أن تظهر عليهم الأعراض السابقة فهم كالكحوليين الطبيعيين وإن
كانوا يزيدون في المقدار، فالكحولية مرض ولا يوصف به إلا من اجتمعت
عنده الأعراض العقلية والعضوية المذكورة آنفا. وفي دراسة شملت (350)
ألف ممن يشربون الكحول بشكل دائم تبيِّن أن (86) ألف منهم كحوليون
مزمنون يعانون من اضطرابات عقلية وعضوية.

إنّ العوامل المسببة للكحولية على نوعين: (1)
العوامل الاجتماعية: فالضغوط الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرات البيئة
يمكن أن يكون لها تأثير على نمط تناول الكحول وبالتالي تؤثر على نسبة
الإصابة بالكحولية. (2) العوامل النفسية: حيث لا يوجد شخصية معينة قبل
الإصابة بالكحولية والذي يحصل أنّ نسبة من الذين يتناولون الكحول بشكل
منتظم قد يفرطون في الشراب لأسباب معينة والبعض منهم يصبح كحوليا ويفقد
السيطرة على نفسه ويُصاب بالأعراض العقلية والعضوية للكحولية.

ففي مرحلة ما قبل الكحولية يتناول الشخص الكحول
ليريح نفسه، ثم يصبح هذا الأمر أكثر انتظاما حيث يزداد مقدار الكحول
المتناول كما يزداد مقدار التحمل، ويتبع ذلك المرحلة التي تتسم بأمارات
المرض الأولى من فقدان الوعي أو الذاكرة، ثم تتطور هذه الحالة حيث
يتناول الشارب كميات إضافية بشكل خفي ليصبح أكثر انطلاقا وانفتاحا في
المناسبات الاجتماعية إلا أنّ تناوله المفرط للكحول يتبعه شعور بالإثم
والذنب، وفي هذا الوقت يتجنب الإشارة إلى الكحول في كلامه في حين يتكرر
فقدان الوعي لديه.

وتبدأ المرحلة العصبية بفقدان السيطرة على النفس
ويصبح تناول كميات قليلة من الكحول كاف للتسبب بحاجة ملحة لكميات كبيرة
بحيث لا يتوقف المريض عن الشرب إلا حينما تتوقف معدته وجهازه العصبي عن
تحمله لذلك.

ثم تأتي المرحلة المزمنة حيث يظهر الانسمام على
المريض لفترات طويلة مع غيابه عن العمل وانهيار مواقفه الأخلاقية.



الأمراض النفسية المرافقة للكحولية:


(1) الهذيان الارتعاشي:

يبدأ الهذيان الارتعاشي
بشكل مفاجئ ودون وجود سحب للكحول، وفي المراحل الباكرة يبدو المرض قلقا
عصبيّا يعاني من الأوهام والأهلاسات المخيفة في الليل وقد يستمر ذلك
لعدة أسابيع. وتتميَّز الصورة السريرية للهذيان الارتعاشي: بفقدان
القدرة على معرفة الزمان والمكان، والإهلاسات السمعية والبصرية والحسية
والتوازنية، فالإهلاسات البصرية غالبا ما تكون عبارة عن أحاسيس مريعة
من التأرجح والطيران في دهاليز طويلة، والأوهام كثيرة الشيوع حيث يسيء
المريض فهم أحاسيسه الجلدية فيعتقد أنّ هناك حشرات تزحف فوقه. وأما
العلامات السريرية للهذيان الارتعاشي فتتضمن: الهزع (أتاكسيا)،
والارتعاش، والرجفان أثناء الكلام والكتابة، واشتداد المنعكسات الوترية
العميقة، وقد تشاهد نوبات صرعية، إضافة إلى الأرق فهو كثير الشيوع.
وتحدث قبل نهاية الأسبوع الأول وبشكل معتاد نوبة يقع فيها المريض غارقا
في نوم عميق ثم يصحو بعدها متفتح الذهن إلا أنّ هناك حالات قاتلة تنجم
عن إصابة المريض بذات الرئة أو السبات الناجم عن الإصابة بالتهاب
الدماغ السنجابي النزفي السفلي، وفي بعض الأحيان ينتهي الهذيان
الارتعاشي بعتاهة كورساكوف المزمنة أو الإهلاس الكحولي الحاد.

(2) الإهلاس الكحولي الحاد:

تتصف هذه الحالة بوجود
إهلاسات سمعية حيث يسمع المريض أصواتا مرعبة وبذيئة, وغالبا ما تحدث
والمريض نسبيا في وعيه الكامل، ففي البداية يحدث ازدياد في حدة السمع
مع الشعور بضجيج في داخل الرأس ولكن غالبا ما يصعب تمييزها, فهي عادة
أصوات تتميز بالعنف والصراخ والعلو, وقد يتمكن المريض من تمييز بعض
منها إلا أنه كقاعدة عامة لا يمكن عزو تلك الأصوات المسموعة إلى
المتفرجين أو الأشخاص المحيطين به، فالمريض خائف ومرتعب وغالبا ما يرغب
في اللجوء إلى مكان آمن كالمستشفى والشرطة، وفي بعض الأحيان قد يصاب
المريض بالهذيان كنتيجة لحدوث هذه الإهلاسات. ويتم الشفاء عادة خلال
ثلاثة أو أربع أسابيع إلا أنه أحيانا قد لا تعود للمريض بصيرته نهائيا
إذ قد تستمر لديه هذه الهذيانات متطورة إلى ما يسمى بالفصام الزوري،
ومن الممكن أن يحدث الإهلاس الكحولي الحاد كنتيجة للهذيان الارتعاشي.
وهكذا تتميز الصورة السريرية لهذا المرض بوجود أهلاسات سمعية مخيفة
والتي تتكلم عن المريض مستعملة الضمير الغائب وغالبا ما يشعر المريض
بوجودها فوق رأسه.

(3) حالة الهذيان الكحولي المزمن:

غالبا ما يصاب
المدمنون على الكحول بالشكوك والزور في مزاجهم كما يحدث أحيانا ما يسمى
بأوهام الغيرة والتي تظهر على المريض عندما يتناول الكحول وأحيانا تظهر
عليه في الفترات بين تناول الكحول, فبعض المصابين بالهذيان الكحولي
المزمن يتهمون زوجاتهم بالزنا مع الجيران محاولين بشكل مستمر انتزاع
الاعتراف بذلك والسبب في هذه الحالة التي تسمى الغيرة الخبيثة هو أنّ
الكحولية تؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية عند صاحبها من جهة وتؤدي إلى
نفور زوجته منه بسبب تناوله للكحول من جهة أخرى وكذلك سوء النية يلعب
دورا مهما في حصول الغيرة الخبيثة عند الكحوليين, ومع ذلك فهذه الحالة
قد توجد لدى الرجال المتعففين عن الشراب في منتصف حياتهم وتسمى تناذر
عُطيل.

(4) تناذر كورساكوف:

تعتبر الكحولية أحد العوامل
المسببة لتناذر كورساكوف, وغالبا ما تشاهد في منتصف عمر الكحوليين,
وتتصف الصورة السريرية: باضطراب الذاكرة الشديد, ومحاولات المريض تغطية
فجوات فقدان الذاكرة بالأكاذيب والقصص المختلقة, وعدم القدرة على
التعرف على الزمان والمكان, ووجود وعي كامل, وضعف القدرة على المحاكمة,
وجمود الحس الذي يتراوح بين الشعور بالنشوة والسعادة والشعور بالهياج
والاستثارة, والتهاب الأعصاب العديد الكثير الشيوع.

(5) اعتلال ورنيكة الدماغي:

يعتبر الكحول من أكثر
العوامل المسببة لهذا المرض, ويتصف هذا المرض بوجود: اضطرابات عينية
كالرأرأة الأفقية أو شلل العضلة المستقيمة الخارجية, الأتاكسيا والمشية
المترنحة العريضة, كما يحدث ضعف في قدرة المريض على المبادرة
والاستمتاع, وكذلك هناك صعوبة في القدرة على الانتباه والتركيز.

(6) داء ماركيافانا:

يتصف هذا المرض بزوال مادة
النخاعين من الجسم الثفني ومن الطريق البصري, والصورة السريرية لداء
ماركيافانا هي اضطرابات وأهلاسات واهتياج شديد تجاه العوامل المثيرة.

(7) الانسمام المرضي:

قد يحدث ارتكاس حاد تجاه
تناول الكحول لدى بعض المرضى حتى لو كان المقدار قليلا, فيحدث لديهم
قوة مفاجأة مشابهة للصرع وتنتهي بنوم عميق مع فقدان ذاكرة كامل, ويظهر
تخطيط الدماغ الكهربائي علاقة هذه الحالة بالصرع النفسي الحركي.

(Cool العته المزمن:

قد يكون العته (الخرف) هو مسك
الختام عند المصابين بالكحولية.



معالجة الكحولية:



إنّ الخطوة الأولى في نجاح معالجة الكحولية والتخلص
منها وعدم العودة إليها هي في إرادة المريض ونيته لذلك. والخطوة
الثانية تعتمد على تخليص المريض من الاضطرابات الفسيولوجية التي يعاني
منها نتيجة تناول الكحول بشكل مفرط كالتشمع الكبدي والتناذر الدماغي.
والخطوة الثالثة هي المعالجة النفسية وأساسها معرفة السبب الذي دفع
المريض إلى تناول الكحول هل هو الحصول على السعادة والغبطة أم التخفيف
من الشدة النفسية التي يعاني منها المريض كالقلق والاكتئاب، ولذلك تقوم
المعالجة النفسية على تحسين علاقات المريض الاجتماعية وإعادة تأهيله
بعد المعالجة. والخطوة الرابعة في علاج الكحولية هي: السحب المفاجئ
للكحول أو المعالجة المُنفِّرة، وفي حال السحب المفاجئ يجب تزويد
المريض بالفيتامينات والسوائل وإعطائه مشتقات الفينوتيازين
(PHENOTHIAZINE) المهدئة للحصول على أقل قدر ممكن من الأعراض الناجمة
عن سحب الكحول والتخفيف من درجة الغثيان والإقياء، أما في حال العلاجات
المُنفِّرة فيُعطى المريض مادة الأبومورفين (APOMORPHIN) المقيِّئة
وريديا مع تناوله للكحول بحيث يحص الغثيان والقيء لدى تناوله أي جرعة
من الكحول أو يُعطى مادة ديسولفرام (DISULPHRAM) وريديا الذي يسبب
مجموعة أعراض مزعجة ومؤلمة لدى تناول أي جرعة من الكحول.



الإدمان على المخدرات:


تعاريف ومصطلحات:



يمكن تعريف الإدمان على المخدرات بأنه حالة من
التخدير المرحلي أو الدائم المؤذي للفرد أو المجتمع أو كليهما، والذي
يتميز بالصفات التالية وهي الصفات الأساسية للإدمان على المخدرات: (1)
دافع قوي وحاجة قسرية للاستمرار في تعاطي المخدر، (2) تنمية التحمل،
أي: الميل لزيادة الجرعة لإنتاج الآثار المرغوبة، (3) الاعتماد الجسدي
والعاطفي. وينتج الاعتماد الجسدي عن الحاجة الفسيولوجية المتغيرة التي
تتطلب تعاطي المخدر بشكل مستمر لمنع ظهور مجموعة مميزة من الأعراض التي
تُسمى تناذر الامتناع عن المسكرات، ويجب التفريق بين التعود والإدمان
حيث يوجد اعتماد نفسي فقط في التعود كما هو الحال في تعاطي الحشيشة
(الماريجوانا) بينما يوجد اعتماد نفسي وجسدي في الإدمان كما هو الحال
في تعاطي الهيروئين، وقد اقترحت منظمة الصحة العالمية استخدام تعبير
الاعتماد على كل من التعود والإدمان وجميع أشكال إساءة استعمال الدواء،
وقد يكون المرضى معتمدين على أنواع كثيرة من المواد الكيميائية التي
يتراوح تأثيرها بين التهيج والاكتئاب ولكن القاسم المشترك بين جميع
أنواع هذه المواد هو أنها تخلق حالة من الاعتماد النفسي وهي عبارة عن
دافع نفسي يتطلب تعاطيا مرحليا أو مزمنا للمادة الكيميائية من أجل خلق
حالة عقلية لدى بعض الأشخاص تُسمى الاعتماد النفسي.

ويقترن الإدمان بالاعتماد الجسدي الذي هو حالة من
الانزعاج الجسدي الشديد تنتج عن توقف تعاطي المادة المخدرة. وكثير من
الأدوية التي تسبب الاعتماد الجسدي تتصف بالتحمل الذي هو حالة تكيُّفية
تتصف باستجابة متناقصة لكمية المخدر ذاتها وتتطلب جرعة أكبر لإحداث
التأثير ذاته المتعلق بالمخدر. وجميع أنواع المخدرات تؤثر على الجهاز
العصبي المركزي ولها آثار مؤذية وغير مرغوبة من حيث التغيرات العصبية
والسلوكية، وجميع أنواع المخدرات تسبب الاعتماد النفسي أو الجسدي أو
كليهما وبالتالي تصبح وسيلة لمواجهة ضغوط الحياة بإحداث تأثيرات على
العواطف والدوافع والصراعات والمشاكل والقوى الإدراكية، ويتفاوت
الاعتماد الجسدي في النوع والشدة تبعا لصنف المخدر فهو واضح جدا في
المستحضرات الأفيونية وأقل وضوحا في الحشيشة (الماريجوانا)
والأمفيتامينات.



مستحضرات الأفيون:


ومنها: المورفين والهيروئين والميتادون والبيتيدين.



إنّ تعاطي هذه المواد يسبب: (1) الاعتماد النفسي
الذي يظهر كدافع ساحق وقوة ملزمة على الاستمرار في تعاطي المخدر
والحصول عليه بأي وسيلة من الوسائل من أجل المتعة ولتجنب الانزعاج، (2)
نشوء التحمل الذي يتطلب زيادة في الجرعة من أجل الحصول على التأثير
البدئي المتعلق بالمخدر، (3) النشوء المبكر الاعتماد الجسدي الذي يزداد
في شدته بشكل موازي للزيادة في الجرعة، وهذا يتطلب استمرار إعطاء
المخدر من أجل منع ظهور أعراض وعلامات الانقطاع.

إنّ تناذر الانقطاع عن المورفين يظهر خلال ساعات
قلائل من الجرعة الأخيرة ويصل ذروته خلال 48 ساعة ثم يهمد تلقائيا خلال
عشرة أيام، والعلامات الأولى لتناذر الانقطاع هي: نشوء التوتر، والحركة
المتواصلة، والقلق، ثم التثاؤب المتكرر، والتعرق الغزير، وسيلان الأنف
والعينين، واتساع الحدقتين، والرجفان، وجلد الإوزة، والإسهال،
والتقلصات العضلية، والألم العضلي الحاد، والقيء، وفقدان الشهية، وعدم
القدرة على النوم، وزيادة معدل التنفس، وارتفاع حرارة الجسم، وارتفاع
ضغط الدم الانقباضي.

وجميع المواد الأفيونية تُحدث هذه الأعراض، كما إنّ
جميع المواد الأفيونية قابلة للتبادل أي استبدال صنف بصنف يزيل أعراض
الانقطاع، وتبدو آثار الانقطاع أكثر سرعة لدى تعاطي الهيروئين، ويقترن
اسم البيتيدين مع الأطباء والممرضات ولا يكون تحمله ملحوظا كما بقية
المواد الأفيونية والجرعات الكبيرة منه تسبب آلاما عضلية حادة ومفاجئة
ورجفانا واضطرابا وهلوسة واختلاجات وعدم القدرة على العمل.



المخدرات غير الأفيونية:


ومنها: البربيتورات والمبروبامات والغلوتيمتيد
والكلورال والبارألدهيد والمهدئات المسكنة الأخرى.


وهذه المواد تُحدث تأثيرات ذاتية وموضوعية تشبه
التأثيرات التي تسببها الكحولية، وأعراض الانسمام بها هي: الهزع وعسر
الكلام وضعف الوظيفة العقلية وفقدان السيطرة العاطفية والأحكام السيئة
وأحيانا الذُهان.

والانقطاع عن هذه المواد يسبب تناذر الامتناع الذي
يختلف عن تناذر الامتناع عن الأفيونيات حيث يحصل: القلق والألم العضلي
الحاد ورجفان الأيدي والضعف المتطور والدوار والتشوهات في حس الرؤيا
والغثيان والأرق ونقص الوزن وهبوط الضغط الانتصابي، كما إنّ الانقطاع
عن هذه المواد قد يسبب تأثيرات خطرة على الحياة كالحمى المفرطة
والاختلاجات المرافقة لنوبة الصرع الكبير والهذيان المشابه للهذيان في
الكحولية.



الأمفيتامينات:



إنّ الانسمام المزمن بالأمفيتامينات يسبب الأعراض
التالية: فقد الشهية إلى الطعام، وعصبية المزاج، والأرق، ورجفان
الأيدي، وسرعة الانفعال، ونقصان الوزن، وحالة تشبه الفصام مع
الإهلاسات.

والتوقف المفاجئ عن تناول الأمفيتامينات يسبب: حالة
نفُاسية، والتبلد والجمود، وقد يكون تناذر الانقطاع معدوم الأعراض إذا
كانت الكمية المتناولة من الدواء قليلة.



الكوكائين:



يعتبر الكوكائين مهيِّجا قشريا قويا يسبب الشعور
بالنشوة والتهيُّج والشعور بالقوة العضلية والعقلية، وهذا التأثير
المُفرح قصير الأمد لأنّ على الشخص أن يزيد في الجرعات حتى يصل إلى
التأثير البدئي وبالتالي يدخل في الإدمان والتحمل، وبعد الشعور بالنشوة
يشعر الشخص بالخوف والقلق وأحيانا الهلوسات والتخيلات والشكوك
الارتيابية، ولإبطال الشعور بالخوف والقلق تؤخذ مادة أفيونية
كالهيروئين مع الكوكائين عادة.

والتأثيرات المزعجة التي يسببها الكوكائين هي:
العصبي، والتعرق، والبحة في الصوت، وتسرع القلب، وارتفاع الضغط الدموي،
والتخيلات الارتيابية وهي أخطر التأثيرات لأنّ الشخص الثمل قد يُخطئ في
هوية الأشخاص وحتى الأصدقاء المقربين له ويُفسر سلوكهم على أنهم يريدون
إلحاق الضرر به.

والكوكائين يسبب التحمل ولا يسبب الاعتماد الجسدي
ويسبب الاعتماد النفسي، ولذلك يوضع الكوكائين في المرتبة الثانية بعد
الهيروئين من حيث الأفضلية عند الشخص الذي يتعاطاه.



نبات الحشيشة (الماريجوانا):



الماريجوانا مادة مسكرة تؤخذ عن طريق الفم، وتظهر
تأثيراتها بعد نصف ساعة إلى ساعة من تناولها، وتدوم هذه التأثيرات من
خمس إلى اثني عشر ساعة، والتأثيرات التي تسببها الماريجوانا هي: الشعور
بالقوة، وتشوهات الصور الحسية الزمانية والمكانية والحركية والجسدية،
وتصبح الشهية للطعام هائلة، وتضعف الكوابح لدى المتعاطي، وتزيد عنده
سهولة التأثير والإيحاء، كما تزيد عنده الحساسية السمعية.

لا يوجد اعتماد جسدي لهذه المادة وبالتالي لا يوجد
أعراض للانقطاع عنها، والاعتماد النفسي موجود وواضح، فالمدمنون عندما
يحرمون من هذه المادة تكون رغبتهم قوية في استهلاكه لدى توفره لهم وأما
المدمنون إدمانا خفيفا فيتعاطونه أو يرفضونه حسب الرغبة، ولكن
الماريجوانا منتشرة في جميع أنحاء العالم وتشكل الخطوة الأولى نحو
إدمان الهيروئين أو الهيروئين مع الكوكائين.



العوامل المتعلقة بالإدمان:



إنّ العوامل الرئيسية المتعلقة بالإدمان هي ثلاثة
عوامل: (1) الخواص الدوائية والفسيولوجية للمخدر، شخصية الفرد ودرجة
اتزانه ومواقفه، (3) المؤثرات البيئية والاجتماعية والثقافية.

وفيما يتعلق بالخواص الدوائية للمخدر فإنّ الأدوية
التي تسبب الإدمان هي تلك التي تُحدث تأثيرات مرغوبة للفرد وتجعله يهرب
من مشاكله أو يرتاح من القلق أو يحصل على خبرات مُرضية وجديدة خلال
فترة قصيرة، ولا يحصل الاعتماد الجسدي إلا من خلال جرعة يومية محددة
وفترة تعاطي محددة ومدة كلية محددة، فالبربيتورات مثلا يجب أن لا تقل
الجرعة اليومية عن نصف غرام كل ست أو ثماني ساعات ولمدة أربعة أشهر إلى
ستة أشهر.

وفيما يتعلق بالشخصية وُجد أنّ المدمنين يتراوحون
بين الشخصية الطبيعية إلى العُصابية ثم الذُهانية والمعادية للمجتمع
والمنحرفة جنسيا، وكثير من المدمنين يُظهرون اضطرابات واضحة في الشخصية
تترافق بعدم الاتزان العاطفي وعدم النضج والاندفاع، ورغم أنّ هذه
الصفات تزيد من قابلية الوقوع في الإدمان إلا أنها شائعة لدى غير
المدمنين، ومن المهم الانتباه إلى التأثيرات المؤذية للإدمان على سلوك
الشخص وعلاقاته المتبادلة حيث يسقط من موضع الثقة والكفاءة بسبب
ممارسته للخداع وألوان من السلوك السيئ للحصول على المخدر بأي شكل
ومهما كلف الثمن أحيانا.

وفيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية والثقافية
والبيئية قد ينتمي المدمنون إلى جميع الطبقات الاجتماعية والأجناس
والبلدان إلا أنه يوجد اختلاف في الانتشار متعلق بالتكاليف وتوفر
الدواء ودرجة التقبل الاجتماعي والديانة والاقتصاد والحس الطبقي
والأخلاق والأعراف الاجتماعية، فالمسلمون مثلا يرفضون الكحول والمخدرات
لكونهما محرمتين رسميا في الديانة الإسلامية ولذلك تقل نسبة الإدمان
فبين المسلمين مقارنة مع غيرهم، والبلدان الشرقية المنتجة للأفيون تكون
نسبة الإدمان فيها أعلى من نسبة الإدمان في البلدان الغربية وذلك
لسهولة الحصول على المخدر وتوفره، وترتفع نسبة الإدمان داخل كل مجتمع
عند الطبقات الدنيا الفقيرة والمحرومة والمضطهدة، وفي فترات الحروب
ترتفع نسبة تعاطي المخدر لدى المراهقين والفتيان، وفي دراسة حول انتشار
المخدرات وجد الباحثون أنّ المقاطعات التي انتعش فيها تعاطي المخدرات
من قبل المراهقين كانت عادة الأكثر ازدحاما والأشد فقرا والأقل دخلا
والأكثر انخفاضا في مستوى التعليم والأعلى نسبة في انهيار الحياة
العائلية، وقد وجدوا أيضا أنّ سن السادسة عشرة عُرضة للإدمان بشكل خاص،
ويمكن القول أنّ تعاطي المخدرات يخلق روحا أخوية قد تؤدي إلى منظمة
اجتماعية بين المدمنين تتقوى برفض المجتمع لها وتؤدي العوامل
الاقتصادية إلى تقوية أخرى لها، وأحيانا التحذير من المخدرات يجعل
استهلاكها أكثر جاذبية خاصة عند الشباب الصغار على قاعدة كل ممنوع
مرغوب.



وسائل الوقاية من الإدمان:



يمكن للإجراءات التالية أن تخفف وتساعد في الوقاية
من الإدمان: (1) البحث عن الصفات الشخصية والعوامل البيئية التي تشجع
على الإدمان. (2) إيجاد القوانين التي تجعل حيازة الأدوية المخدرة غير
مشروعة إلا من خلال مؤسسات محددة وخاضعة للرقابة. (3) في حال إعطاء
الأدوية المخدرة لأسباب طبية يجب إعطاء أدوية أخرى معها تمنع الإدمان
كالأميفنزول أو التتراهايدرومناسين. (4) معالجة حالات الإدمان مع إعادة
تأهيل المدمن. (5) التثقيف الصحي عن أخطار المخدرات وتأثيراتها في
المجتمع بشكل عام وعند المراهقين بشكل خاص.



ملاحظات في علاج الإدمان:



إنّ المعالجة في حال إدمان الأفيون تقوم على
الخطوات التالية: (1) التوقف عن تعاطي المادة المخدرة، (2) إعطاء
المهدئات (كلوربرومازين) بالتزامن مع الخطوة السابقة، (3) السحب
التدريجي للمادة المهدئة، (4) ومن المفيد الإكثار من السوائل خلال
الأيام العشرة الأولى من الانقطاع عن المخدر إضافة إلى إعطاء
الفيتامينات.

أما المعالجة في حال إدمان الأمفيتامين فتكون: (1)
إيقاف الدواء، (2) إعطاء المهدئات في حال ظهور أعراض السحب
(كلوربرومازين).

والمعالجة في إدمان الكوكائين تكون: (1) إيقاف
الدواء، (2) إعطاء المهدئات في حال ظهور أعراض السحب (لارغاكتيل).

والمعالجة في حال الإدمان على الحشيشة تكون: بسحب
الدواء ولا حاجة لبديل، وقد يُعطى مهدئ بسيط (ديازيبام). والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
 
الفصل الثامن: الكحولية والإدمان على المخدرات.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس: الأمراض النُفاسية
» موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة
» الفصل الرابع: الأمراض العُصابية.
» الفصل الثالث: اضطرابات الشخصية.
» الفصل الثاني: المصطلحات الشائعة.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عجئة فلسطين :: المراة و الاسرة :: الطب النفسي والمشاكل النفسيه والاجتماعية-
انتقل الى: