عجئة فلسطين
عجئة فلسطين
عجئة فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عجئة فلسطين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفصل التاسع: المشاكل النفسية عند الأطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

الفصل التاسع: المشاكل النفسية عند الأطفال Empty
مُساهمةموضوع: الفصل التاسع: المشاكل النفسية عند الأطفال   الفصل التاسع: المشاكل النفسية عند الأطفال Icon_minitimeالسبت يونيو 16, 2012 10:21 pm




الفصل التاسع: المشاكل النفسية عند الأطفال.



إنّ الطب النفسي عند الأطفال اختصاص حديث العهد إذا
ما قورن ببقية الاختصاصات، فأول عيادة طب نفسي عند الأطفال أنشئت عام
(1921م) في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أنشئت بعدها عيادة أخرى في
بريطانيا عام (1926م).

وعيادة طب نفس الأطفال يشرف عليها فريق مؤلف من
ثلاثة أشخاص: طبيب نفسي، وعالم نفس، وعامل اجتماعي، ويكون هذا الفريق
برئاسة الطبيب الذي يقوم بدراسة الطفل من الناحيتين الطبية والسريرية
النفسية، بينما يقوم عالم النفس بقياس درجة ذكاء الطفل ودراسة شخصيته
دراسة نفسية وإمكانياته وتفتحه ويعالج المشاكل الناجمة عن الدراسة
والتدريس، وأما العامل (الباحث) الاجتماعي فيقوم بدور الوسيط بين
العيادة والطفل وأهله ويقوم بدراسة محيط الطفل وبيئته ويقدم تقريره
بذلك.

طبعا كل هذه الأمور في الغرب وليس في العالم
الثالث، ففي العالم الثالث ومنه سورية بالكاد يمكنك العثور على طبيب
نفسي كي يعالج المشاكل عند طفلك، ولذلك فالعادة أن يقوم الطبيب العام
بممارسة الأدوار الثلاثة: الطبيب النفسي والعالم النفسي والباحث
الاجتماعي.

ومن الملاحظ أنّ معظم المشاكل النفسية عند الأطفال
هي أشكال احتجاجية يقوم بها الطفل تجاه الأهل، والغالب في الاحتجاج أن
يكون بسبب الغيرة من أمر ما عند الطفل، أو الضغط النفسي أو الجسدي من
الأبوين أو أحدهما على الطفل، والغالب أن يكون هذا الضغط في سياق تربية
الطفل، فهناك عدم استقرار ما يكون خلف هذه المشاكل أو الاضطرابات، وسوف
نرى ذلك خلال دراسة هذه المشاكل والاضطرابات.


وتسهيلا للبحث سوف نقوم بعرض مختصر وسريع لأشيع
الاضطرابات والمشاكل النفسية عند الأطفال:


أولا: سلس البول عند الأطفال:



إنّ سلس البول (التبول غير الإرادي) شيء طبيعي
أثناء الليل والنهار في الطفولة الباكرة وعند الرضع، وعند بلوغ السنة
الثانية من العمر تصبح السيطرة النهارية ضرورية، وأما عند بلوغ السنة
الثالثة من العمر فتصبح السيطرة الليلية ضرورية وذلك في حال غياب
المرض، أما وجود تبول غير إرادي (سلس بول) بعد السنة الثالثة من العمر
فهو حالة مرضية، وقد يكون السبب عضويا وقد يكون السبب نفسيا.

ولتشخيص هذه الحالة والتعامل الصحيح معها علينا أن
نسلط الضوء على فسيولوجيا التبول وعمل المثانة فنقول: يمر الطفل بأربع
مراحل حتى يصل إلى المرحلة النهائية التي تتجلى بالسيطرة على التبول:
(1) مرحلة المثانة الأوتوماتيكية: حيث يأتي البول إلى المثانة ويخرج
منها بشكل عفوي ميكانيكي، (2) مرحلة المثانة الصغيرة الحجم ولكن سعتها
في ازدياد والسيطرة على إمساك البول غير موجودة، (3) مرحلة المثانة
التي تتسع لثلاثة أونسات لكن البول لا زال يخرج بصورة أوتوماتيكية، (4)
مرحلة المثانة البالغة التي يسيطر فيها قشر الدماغ على الإفراغ.

لقد وُجد أنّ نسبة حدوث سلس البول تتراوح بين (5%)
حتى (15%)، والنسبة العالية تشمل الأطفال الذين يوجد لديهم سلس بول
أحيانا، والنسبة المنخفضة تشمل الأطفال الذين لديهم سلس بول دائما،
وأما نسبة سلس البول عند الكبار فهي (1%).

وسلس البول قد يكون بدئيا: أي أنّ الطفل لم يستطع
السيطرة على تبوله عند بلوغه الثالثة من العمر، وقد يكون مكتسبا: أي
أنّ الطفل سيطر على مثانته عندما بلغ السنة الثالثة من العمر لكنه عاد
وفقد السيطرة فيما بعد. وكل طفل يمر بمرحلة التفريغ العفوي للمثانة، ثم
مرحلة الشعور بأنّ المثانة ممتلئة وذلك في سن (12 ــ 18) شهرا، وعندها
يبدأ بإعلام والدته أنه على وشك التبول أو أنه يكون قد بال تحته
بالفعل، ثم يمر بمرحلة التعلم بأن يسيطر على مثانته الممتلئة من خلال
استعمال العضلات الإرادية لضبط التبول، حتى يصل إلى مرحلة السيطرة
التامة على التبول فيتبول متى شاء ويوقف التبول متى شاء حتى ولو كانت
المثانة ممتلئة.

وأما أسباب سلس البول البدئي فهي: (1) البطء في
نضوج قشرة الدماغ: فكثير من المصابين بسلس البول الليلي يلاحظ عندهم
أثناء النهار كثرة البيلات والحاجة الملحة لإفراغ المثانة مما يدل على
ضرورة إفراغ المثانة في مرحلة أبكر مما هي عليه عند الناس الطبيعيين
والمسؤول عن ذلك هو عدم اكتمال النضوج في الجهاز العصبي (قشر الدماغ)
المسؤول عن هذه الحالة، (2) كما إنّ هناك عامل وراثي واضح عند هؤلاء
المرضى، (3) وهناك مختصون شددوا على أهمية البيئة والمحيط ونظرة
العائلة لأطفالها وطريقة معاملتهم، فشعور الطفل بعدم الأمان وفقد العطف
له علاقة كبيرة بسلس البول، (4) ويكثر سلس البول عند الأطفال الذين
يعيشون في عائلات ينقصها الحنان ويسود الحزن والأسى في العائلة بسبب
فقد أحد الأبوين مثلا أو العائلات التي تنتمي إلى الطبقات الفقيرة
والمحرومة، (5) بعض التشوهات الولادية قد تؤدي إلى سلس البول فالشوك
المشقوق مثلا لا يؤدي إلى سلس البول بحد ذاته وكن عند حدوث إنتان قد
يؤدي الإنتان إلى سلس البول.

سلس البول المكتسب دائما أسبابه نفسية، ومن العوامل
النفسية التي تؤدي إلى ذلك: (1) فقد الطمأنينة واضطراب العاطفة، وتحدث
عادة في الأطفال بسن (5 ــ Cool سنوات، (2) والبدء دائما يعود إلى حادث
راض للطفل كالمرض أو العملية الجراحية أو ولادة طفل جديد للعائلة أو
فقد أحد المحببين للطفل بشكل دائم أو مؤقت، (3) كما إنّ قسم كبير من
الأطفال الذين يعانون من سلس البول هم أصحاب نوم عميق.

تتضمن معالجة سلس البول: التركيز على ثلاثة أمور
هي: المعالجة النفسية، وتدريب المثانة، والمعالجة الدوائية.

(1) فالمعالجة النفسية تقوم على توجيه الأهل لإحلال
الأمل بدل اليأس والقلق والتوتر عند الأهل، وتشجيع الطفل على التدقيق
في روزنامة لوضع نجوم مكان الليالي الجافة والمكافأة عليها.

(2) أما تدريب المثانة فلا يكون بمنع السوائل عن
الطفل فهذا ليس له ما يبرره، بل بإيقاظ الطفل في الوقت المناسب كي يبول
وهو صاح تماما، والأطفال الأكبر سنا يوضع لهم جرس ساعة كي يوقظهم في
الوقت المحدد، وأما بالنسبة للنهار فعلى الأهل أن يدربوا أطفالهم على
الذهاب لإفراغ المثانة في أوقات منتظمة وتُزاد مدة حبس البول مع مرور
الزمن فيبدأ الأهل بإرسال الطفل كل ساعة إلى الحمام ثم يُزاد الوقت ربع
ساعة كل يومين، وعندما يصل الطفل إلى إمساك بوله ثلاث ساعات أثناء
النهار فإنّ الجفاف التام أثناء الليل يكون قد حصل، وهذه الطريقة ناجحة
عند الأطفال ذوي المثانة المتهيِّجة وفي كثرة تعدد البيلات النهارية.

(3) والمعالجة الدوائية تشمل: الأدوية المضادة
للكولين التي تقوم بإرخاء العضلات الملساء ومنها عضلة المثانة، وكذلك
الأدوية المضادة للاكتئاب قبل النوم حيث إنها تؤثر على النوم فتجعله
أخف مما يؤدي إلى استيقاظ الطفل لتنبيه المثانة وكذلك لهذه الأدوية
تأثير مضاد للكولين.



ثانيا: سلس الغائط:



وهو مرور الغائط في غير وقته المعتاد وفي مكان
وحالة غير مناسبة، ويحدث بعد السنة الثانية من العمر، وهو أكثر حدوثا
في الذكور منه في الإناث، وأكثر ما يحدث بين السنة السادسة والثانية
عشرة من العمر، وأما أسباب سلس الغائط فهي: (1) محاولة الطفل مقاومة
التغوط وهو في المدرسة، ويحدث سلس الغائط وهو في طريقه إلى البيت،
ويعود ذلك إلى عامل القلق وعدم المقدرة على المقاومة فترة أطول. (2)
سلس الغائط المستمر منذ الطفولة يحدث في الأطفال من عائلات فقيرة وسُلم
اجتماعي منخفض. (3) سلس الغائط بعد أن سيطر الطفل على مُصرّاته يحدث
بسبب الاضطرابات العاطفية كشكل من أشكال الاحتجاج ولفت الانتباه لإعطاء
الطفل المزيد من العناية، وكلما قلل الأهل من الأهمية والاعتناء الزائد
بالموضوع كلما حصلنا على نتائج أفضل. (4) أحيانا يحدث سلس الغائط بعد
إمساك مترافق باضطرابات نفسية.



ثالثا: فقد الشهية:



إذا لم يكن فقد الشهية مترافقا بمرض عضوي فالسبب
عندئذ نفسي المنشأ، ولذلك يجب نفي الأسباب العضوية لفقد الشهية قبل
التقرير بأنه نفسي، وسبب الحالة النفسية التي تؤدي إلى فقد الشهية في
معظم الحالات هو طريقة نظرة الأبوين إلى أوقات الطعام ومقاديره
ونوعيته، وأما أسباب فقد الشهية والامتناع عن الطعام فهي: (1) وسيلة من
الوسائل التي يلجأ إليها الطفل للفت الانتباه، أي: وسيلة يتخذها الطفل
للسيطرة على الآخرين، (2) رفض الطعام هو أحد التظاهرات السلبية عند
الأطفال، والسلوك السلبي عند الأطفال شائع في الأعمار (2 ــ 3) سنة،
وهذه المرحلة تسمى مرحلة المقاومة، (3) أحلام اليقظة: فالطفل قد يكون
منصرفا إلى أحلام اليقظة والتخيلات التي قد تمنعه من الأكل أو التفكير
بالطعام، (4) القلق والأسى عند الأطفال من العوامل التي تُذهب الشهية،
(5) سلوك الأبوين: مثل التهديد الدائم للأطفال أو كثرة الشكوى أو
الزيادة في الحذر، وفي هذه الحالات يكون رد الفعل على السلوك الأبوي
بالامتناع عن الطعام وفقد الشهية، وتحدث عادة مُشادِّة بين الأهل
والطفل أثناء الطعام، وكلما كان الأبوان متوترين كلما أصبح الطفل أعند
وأشد تمسكا برفض الطعام.

وعند تقديم النصح في هذه المشكلة علينا إفهام الأهل
أنّ صحة الطفل ليست في خطر إذا تجنب بعض الوجبات، وعلى الطفل أن يحضر
إلى المائدة في الوقت المحدد ويُقدم له الطعام دون ضجة أو موعظة أو
تهديد أو وعيد، وعند رفض الطفل للطعام يُترك وشأنه دون ضجة، وعلى الأهل
تجنب مديح الأكل وكثرة الطعام والشهية لأنّ ذلك له مضاعفات سلبية، ومن
الأفضل أن تسكب كمية قليلة من الطعام في صحن الطفل بدلا من الإكثار منه
خاصة في الأطفال السلبيين حيث إنّ إعطاءهم كمية قليلة يدفعهم لطلب
المزيد، والخطأ في المعالجة يكون بجعل وقت الطعام مكان معركة وتوتر
ومواعظ، وقد يستمر الطفل برفضه للطعام عدة أيام فعلى الأهل الصبر حتى
تكون لهم الغلبة في النهاية.



رابعا: اضطرابات النوم:



النوم حاجة طبيعية للإنسان، والطفل الرضيع يُمضي
معظم وقته في النوم، وكلما تقدم الطفل في السن كلما قلت فترة النوم
عنده لكنها تظل أطول من فترة النوم عند الشباب والكهول، وأهم اضطرابات
النوم عند الأطفال هي: السهاد، والكوابيس، والمشي أثناء النوم.

(1) السهاد: وسببه في معظم الحالات هو القلق
والتوتر النفسي، حيث يشعر الطفل بعدم الطمأنينة والحرمان من الأمان،
والسبب الأساسي في السهاد هو الخوف مهما اختلفت أشكاله كالخوف من
الوحدة أو الخوف من الظلمة أو الخوف من الأشباح وأشياء المخيفة التي
يزرعها والأقارب في رؤوس أطفالهم. لذلك يجب أن نجعل فترة الذهاب إلى
النوم من الفترات المحببة للأطفال، ومن الخطأ إرسال الأطفال للنوم على
سبيل العقوبة لأنّ ذلك يغرس في نفوسهم وسلوكهم التوازي بين النوم
والعقوبة، وعلى الأهل تعويد أطفالهم على النوم وحدهم منذ نعومة أظفارهم
ويوضع الطفل في فراشه من قبل الأم مع العطف والحنان، ويجب تجنب الضوء
الليلي إلا إذا كان الطفل يخاف من الظلمة.

(2) الكوابيس: يجب التفريق بين الكوابيس والأحلام
المزعجة حيث إنّ الكوابيس يستيقظ بسببها الطفل في حالة من الهلع الشديد
وهو في نفس الوقت نائم، أما الأحلام المزعجة فهي مزعجة للطفل ولكنه
يستيقظ وهو في حالة من الصحو، وليس لهذا التفريق أهمية عملية إلا أنّ
الكوابيس أشد وطأة وإزعاجا من الأحلام المزعجة.

(3) المشي في النوم: حيث يمشي الطفل ويتحرك وهو في
حالة نوم كامل وعميق، وقد يكون سبب هذه الحالة: القلق الزائد عند
الطفل، أو تجارب ماضية عالقة في ذاكرة الطفل، أو الرغبات المكبوتة عند
الطفل.



خامسا: العنف والغضب عند الأطفال:



هذه الاضطرابات هي الأكثر مشاهدة من بين الاضطرابات
السلوكية عند الأطفال، وتظهر بشكل نوبات من الطبع الحاد والصياح والرفس
ورمي الأشياء اعتباطيا،وتحدث عادة في السنة الثانية من العمر، والسبب
في هذه النوبات هو أن الوالدين يكونان من النوع القلق عادة ويكون جو
العائلة مشحون بالتوتر أو أن يكون السبب هو الغيرة عند الطفل، والعلاج
يكون بإصلاح ذات البين في العائلة.


سادسا: الطفل زائد الحركة:



يجب التفريق بي الحركة الزائدة عند الأطفال وبين
الطفل زائد الحركة، فالحركة الزائدة عند الأطفال ضرورة فطرية ويجب عدم
التعامل معها على أنها مرض لأنّ هناك علاقة ثابتة من الناحية العلمية
بين الحركة ونمو الدماغ والقشر الدماغي عند الأطفال، أما الطفل زائد
الحركة فهي الحالة التي يكون فيها الطفل في حركة دائمة وكثير المشاكل
وردة فعله انعكاسية وغير قادر على الاستمرار في عمل أو لعبة ما لأي مدة
من الزمن بل يتنقل من عمل لآخر ومن وضع لآخر دون أن يُنجز شيئا بحيث
يُثير سُخط وغضب الآخرين من أهل وأصدقاء، وبعض حالات الطفل زائد الحركة
يكون سببها عطب دماغي في حده الأدنى ومترافق باضطراب الذاكرة والمقدرة
والإدراك، وقد تفيد بعض المنشطات كالأمفيتامين أو الريتالين في هذه
الحالة.



سابعا: الغيرة عند الأطفال:



وهنا أيضا يجب التفريق بين الغيرة الطبيعية وبين
الغيرة المرضية، فالغيرة المرضية حالة تحدث بكثرة عند الأطفال خاصة
حينما يكون هناك نوع من التحدي والمنافسة بين الأطفال، وهي أكثر حدوثا
في الإناث من الذكور، وأكثر الحالات حدوثا هو الغيرة نتيجة التنافس بين
الأخ والأخت، وتتعاظم الغيرة عند وجود مولود جديد في العائلة، وقد
تتظاهر الغيرة المرضية بأشكال مختلفة كتبليل الفراش أو الغضب أو القلق
أو الاكتئاب أو السلوك الطفلي. ولذلك عند معرفة الأهل بوجود حمل يجب
إخبار بقية الأطفال به وشرح وقت الولادة وأنه على الوالدة أن تكرس وقتا
كبيرا لهذا المولود، كما على الأبوين أن يكونا مستعدَّين لمثل هذه
الغيرة وقادرَين على تحملها والتعاطي معها، وعلى الأم أن تستمر بإعطاء
بقية الأولاد شيئا من وقتها وحنانها وأن تعلمهم بوسائل متعددة أنها ما
زالت تحمل لهم نفس الحب والمودة رغم وجود المولود الجديد.



ثامنا: الكذب عند الأطفال:



في السنتين الأولى والثانية من العمر يكون الطفل
غير مكتمل من حيث المقدرات اللفظية والمدارك العقلية فلا يكون دقيقا
وجازما في التعبير عن وصفه للحوادث. وفي السنة الرابعة من العمر يكثر
الكذب الإبداعي التخيلي عند الأطفال ويكون شائعا لأنّ الأطفال في هذا
السن يعيشون في عالم من صنع خيالهم ويريدون تصديقه بأنفسهم، والكذب
الإبداعي التخيلي عند الأطفال ليس الغرض منه خداع الآخرين وإنما ناتج
عن فكر مبدع للطفل، وحين سؤال الطفل عن قصته إن كانت صحيحة أم خيالية
فإنه يعترف بأنها خيالية. والكذب من أجل تجنب العقاب شائع عند الأطفال،
ويزداد الكذب في هذه الحالة كلما كانت العقاب المتوقع أشد، وقد يوجد
الكذب عند الأطفال طلبا للمديح. وأما الكذب في سن المراهقة فهو حالة
مرضية ويوجد عند أطفال مضطربين في الشخصية. وعلاج الكذب هو علاج نفسي
تربوي من قبل الأهل مع التركيز على الترغيب في الصدق والترهيب من الكذب
بوسائل الترغيب والترهيب المختلفة.



تاسعا: السرقة عند الأطفال:



إنّ كلمة السرقة في السنتين الأولى والثانية من
العمر لا معنى لها ويجب أن لا تستعمل لأنّ الطفل لا يدرك معنى هذه
الكلمة ولا يعلم أنه صنع شيئا حينما يحوز لنفسه ملكية الآخرين،
وبالتالي علينا تعليم الطفل في هذه المرحلية فكرة الملكية ومعناها وما
هو له وما هو ليس له. وأسباب السرقة عند الأطفال عديدة، منها الحرمان
حيث يأخذ الطفل شيئا ما هو بحاجة إليه، ومنها أن يكون الطفل منحدرا من
أسرة تفتقر إلى العطف والحنان في تربيتها، ومنها التخلف العقلي عند
الطفل وهذا يجعله لا يمتلك السيطرة على النفس وتكون السرقة هنا بشكل
عشوائي، ومنها القلق أو الاكتئاب عند الأطفال المرضى نفسيا.



عاشرا: رُهاب المدرسة:



أولا يجب التفريق بين رُهاب المدرسة وبين الهروب من
المدرسة، فرُهاب المدرسة يشير إلى الحالة التي يمتنع فيها الطفل عن
الذهاب إلى المدرسة ويبقى في البيت مع معرفة أهله بذلك، أما الهروب من
المدرسة فهو الحالة التي يغادر فيها الطفل البيت ولا يذهب إلى المدرسة
مع عدم معرفة أهله بذلك، ورُهاب المدرسة يحدث عادة في أطفال أذكياء، من
عائلات ميسورة، سلوكهم جيد في المدرسة، خنوعين، ولم يحدث لهم أن
انفصلوا عن أمهاتهم، بينما يكون الطفل الذي يهرب من المدرسة على العكس
من ذلك فأمهاتهم رافضات للمدرسة عادة، وعُصابيات، ويغالين في حماية
أطفالهن، وفي رُهاب المدرسة الطفل يخاف من الابتعاد والانفصال عن الأم
والمنزل، والقلق من الانفصال عن الأم والمنزل هو العامل المحرك أكثر من
الخوف من المدرسة. والعلاج يكون بدعم حازم وتشجيع من الأم لطفلها
للذهاب إلى المدرسة بينما إجبار الطفل على الذهاب لا يفيد شيئا ويزيد
الحالة سوءا، وإذا لم تنجح هذه الطريقة في المعالجة النفسية الداعمة
للأم والطفل فيجب عندها السماح للأم بالذهاب مع الابن إلى المدرسة
والبقاء معه حتى عودته إلى البيت، وأما تغيير المدرسة فلا يفيد شيئا
ويدل على جهل في علاج المشكلة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الفصل العاشر: الإسعاف في الطب النفسي.



الإسعاف حالة مرضية مفاجئة أو غير متوقعة وتستدعي
إجراءات فورية وسريعة، والإسعاف في الطب النفسي هو حالة من الاضطراب
النفسي أدت إلى خلل في سلوك المريض بحيث تشكل خطورة على المريض أو على
من يحيطون به وتستدعي معالجة فورية وسريعة لتجنب الأذية بالنسبة إلى
المريض كما في محاولة الانتحار أو بالنسبة لمن يحيط به كما في نوبة
العنف عند المريض النفسي، فالذي يدل على أنّ الحالة إسعافية في الطب
النفسي ليس الوضع السريري للمريض فقط بل كذلك شخصية المريض والحالة
الاجتماعية والمحيط الذي يعيش فيه (البيئة).



أولا: محاولات الانتحار:



تعتبر محاولات الانتحار في الوقت الحاضر من أكثر
حالات الإسعاف شيوعا في الطب النفسي، وعلى الطبيب أن لا يتجاهل التهديد
بالانتحار لأنّ (80%) من عمليات الانتحار الناجحة سبقها إشارات
وتلميحات بالانتحار وتم تجاهلها من الطبيب أو من الأهل، ودرجة الخطورة
في التهديد بالانتحار يجب معالجتها في ضوء الحالة السريرية والوضع
الاجتماعي والظروف المحيطة للمريض، ويجب أن نعلم أنّ محاولات الانتحار
تكون أكثر جدية كلما كان المريض أكبر سنا أو كانت حالته العائلية أرمل
(ثم المطلّق ثم الأعزب ثم المتزوج) أو كانت وسيلة الانتحار المشنقة (ثم
السلاح ثم الحبوب) أو كان مكان الانتحار منعزلا بحيث لا يراه الناس أو
ترك المريض رسالة أو ترافقت الحالة النفسية مع مرض نفسي كالاكتئاب ( ثم
الفصام ثم الكحولية) أو كان هناك سوابق عائلية. ومن الضروري إدخال
المريض الذي حاول الانتحار إلى المشفى لدراسة وضعه النفسي والفيزيائي
والاجتماعي واتخاذ الإجراءات اللازمة من علاج ومراقبة ومتابعة وتحسين
الظرف الاجتماعي للمريض.



ثانيا: العنف في الطب النفسي:



إنّ معظم المرضى النفسيين غير عدائيين وغير خطرين،
إلا أنّ عددا قليلا من الأمراض النفسية قد يكون العرض البارز فيها هو
العنف والعدائية للآخرين وهي: (1) الشخصية المعادية للمجتمع: فبعض
المرضى السايكوباتيين يلجؤون إلى السلوك العنيف بصورة عفوية أو بعد تحد
طفيف. (2) الكحولية والمنشطات والمخدرات: فبعد تناول كمية كبيرة من
الكحول سواء من كحولي أو غير كحولي قد يلجأ الشخص إلى العنف بسبب فقدان
السيطرة على الإرادة وهناك حالات نادرة حدث فيها العنف بعد تناول كمية
قليلة من الكحول، كما إنّ الأشخاص الذين يتناولون المنشطات العصبية
كمركبات الأمفيتامين قد يلجؤون إلى العنف بسبب زيادة الفعالية العصبية
عندهم، وأما المدمنون على المخدرات فلا يلجؤون إلى العنف إلا في حال
تناذر السحب (الامتناع عن الكحول الإرادي أو غير الإرادي). (3) الفصام:
الأكثرية الساحقة من مرضى الفصام ليسوا عنيفين ولكن بعض مرضى الفصام
الذين يعانون من هذيانات الاضطهاد أو الأهلاس السمعية أو الفصام
الجمودي قد يلجؤون إلى العنف بسبب الأوهام التي يعانون منها. (4)
الهوس: مريض الهوس غير خطر ولا عدائي ولا يلجأ إلى العنف إلا في حال
مشاكسته ومعاكسته والضغط عليه. (5) الحالات الحادة من الاختلاط الذهني:
قد تترافق بالعنف بسبب القلق أو هذيانات الاضطهاد أو تغيم الوعي أو
انعدام الإدراك المصاحب للحالة. (6) العته: قد يكون اللجوء إلى العنف
واضحا في العته بسبب انخفاض عتبة ضبط النفس عند المريض وغالبا ما يكون
السبب أذية دماغية، فعندما يواجه المصاب بالعته حالة صعبة أو يوضع أمام
موقف صعب يحصل لديه ما يُسمى رد الفعل الكارثي حيث يصبح المريض عنيفا
يرمي بالأشياء من حوله أو يهاجم الذين يحيطون به. (7) الصرع: قد يكون
العنف أحيانا سبيلا للتعبير السلوكي في نوبات الصرع أو يحصل العنف بعد
نوبة صرع تلاها اختلاط ذهني.

وفي علاج وتدبير المرضى العنيفين يجب أن يكون
الأطباء في غاية الرقة والعطف فلا يعالج العنف بالعنف كما تفعل الدول
المستبدة بل يُعطى المريض الذي يمر بحالة من العنف إما مركب
الكلوربرمازين (CHLORPROMAZINE) حقنا عضليا أو مركب الديازيبام
(DIAZEPAM) حقنا وريديا وبشكل بطيء.



ثالثا: الهجمات الحادة من الهلع:



قد تكون نوبة الهلع إحدى الأعراض التي ترافق القلق
الشديد وقد توجد في الفصام، والذي يحصل في الهلع عند المريض هو مجموعة
من الأعراض كجفاف الفم وإحساس الضغط على الصدر وآلام تقلد خناق الصدر
والرجفان والعصبية وهذا ما يجعل العائلة في حالة استنفار، والدواء
المفضل في علاج نوبة الهلع هو الديازيبام عن طريق الوريد وببطء شديد.


رابعا: الاكتئاب الكبير:



إنّ الكآبة الشديدة تصبح إسعافية بسبب التهديد
بالانتحار أو اللجوء إليه أو بسبب رفض الطعام والشراب والإضراب عنه،
حيث يخالج المريض الشعور بأنه لا يستحق الحياة أو أنه لا يستحق الطعام
والشراب. والعلاج في هذه الحالة إسعافي ومن خلال المشفى حتى لو اضطررنا
على إجبار المريض في الدخول إلى المشفى.



خامسا: الاختلاط الذهني التسممي:



يتميز هؤلاء المرضى بتغيم الوعي وعدم الاهتداء
للزمان والمكان واضطرابات في الحواس والسلوكات المزعجة، وأسباب هذه
الحالات هي الالتهابات أو الانسمامات أو اضطرابات الاستقلاب والشوارد
وأحيانا تناذر السحب لدى المدمنين على الكحول أو المنومات، والعلاج
يكون بإدخال المريض إلى المستشفى.



سادسا: حالات الهياج:



يشاهد الهياج في عدة حالات منها: الهوس، والفصام
الحاد، وبعض أنواع الصرع، وبعض حالات اضطرابات الشخصية، وفي التسمم
الكحولي، وفي تناذر السحب، وفي بعض حالات تناول المنشطات العصبية
كالأمفيتامين، وفي حالات الاختلاط الذهني الناجم عن الالتهابات أو
التسممات. وحالات الهياج تصبح إسعافية بسبب تأثير سلوك أصحابها على
أنفسهم أو على غيرهم من الناحية المالية أو المعيشية. ويعالج الهياج
كما يعالج العنف إما بإعطاء مركب الكلوربرمازين (CHLORPROMAZINE) حقنا
عضليا أو بإعطاء مركب الديازيبام (DIAZEPAM) حقنا وريديا وبشكل بطيء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المراجع:


(1) مبادئ الطب الباطني ــ هاريسون.

(2) الطب النفسي ــ د. حنا الخوري، د. منال مختار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
 
الفصل التاسع: المشاكل النفسية عند الأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل السابع: الاضطرابات الجنسية النفسية.
» الفصل السادس: الاضطرابات الجسمية النفسية
» في أدب الأطفال رؤية الحاضر بصيرة المستقبل » الفصل السادس
» الصحة النفسية
» في أدب الأطفال رؤية الحاضر بصيرة المستقبل » الفصل الرابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عجئة فلسطين :: المراة و الاسرة :: الطب النفسي والمشاكل النفسيه والاجتماعية-
انتقل الى: