عجئة فلسطين
عجئة فلسطين
عجئة فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عجئة فلسطين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:36 pm



ولنبدأ

بأحاديث الاربعين النووية

الحديث الاول
انما الاعمال بالنيات
عن امير المؤمنين ابى حفص عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى أّله وسلم يقول: (انما
الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله
فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها
فهجرته الى ماهاجر اليه
) متفق عليه


قال العلماء هذا الحديث نصف العبادات لانه ميزان الاعمال الباطنة
يستفاد من قول النبى صلى الله عليه وسلم (انما الاعمال بالنيات)
انه ما من عمل الا وله نية لان كل انسان عاقل مختار لا يمكن ان يعمل عملاُ
بلانيه , حتى قال بعض العلماء " لو كلفنا اله عملاُ بلا نيه لكان من
تكليفاُ ما لايطاق " .


ويتفرع على هذه الفائده :
الرد على الموسوسين الذين يعملون الاعمال عده مرات , ثم يقول لهم الشيطان . انكم لم تنووا
فاننا نقول لهم : لا : لا يمكن ابداُ ان تعملواً عملاًُ الا بنيه فخففوا عن انفسكم ودعوا هذه الوساوس .

ومن
فوائد هذا الحديث : ان الانسان يؤجر او يؤزر او يُحرم بحسب نيته , لقول
النبى صلى الله عليه وسلم : " فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى
الله ورسوله "

ويستفاد
ايضاُ من هذا الحديث : ان الاعمال بحسب ماتكون وسيله له , فقد يكون الشئ
المباح فى الاصل يكون طاعة اذانوى به الانسان خيراً . مثل ان ينوى بالاكل
الشئ المباح فى الاصل يكون طاعه الله

ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن فى السحور بركة "

ومن
فوائد هذا الحديث : انه ينبغى للمعلم ان يضرب الامثال التى يتبين بها الحكم
وقد ضرب النبى صلى الله عليه وسلم . لهذا مثلاُ بالهجره , وهى الانتقال من
بلد الشرك الى بلد الاسلام . وبين ان الهجره وهى عمل واحد تكون لانسان
اجراُ وتكون لانسان حرماناً

فالمهاجر الذى يهاجر الى الله ورسوله هذا يؤجر . ويصل الى مراده .
والمهاجر لدنيا يصيبها او امرأه يترزوجها يُحرم من هذا الاجر .

وهذا الحديث يدخل فى باب العبادات وفى باب المعاملات وفى باب الانكحه . وفى كل ابواب الفقه عامة ...
وقد بين العلماء جواز تعدد النية فى العمل الواحد حتى انه قيل ان الصحابة رضى الله عنهم جميعا كانوا يتاجرون بالنية للعمل الواحد

المصدر من كتاب تعليقات ابن العثيمين على الاربعين النووية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثانى   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:37 pm

الحديث الثانى
عن ابى عبد الرحمن عبد
الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما قال :سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقولبنى الاسلام على خمس: شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا
رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان .
)رواه البخارى ومسلم


هذا الحديث بين فيه النبى (صلى الله عليه وسلم) ان الاسلام بمنزلة البناء الذى يظلل صاحبه ويحميه من الداخل ومن الخارج

والفائدة من هذا الحديث هى توضيح اهمية اركان
الاسلام وانه لابد من المحافظة على ادائها بشروطها واركانها وان التقصير فى
اى منها هو خلل فى درجة اسلام العبد
فلا يكتمل اسلامه الا بنطق الشهادة قلبا وقالبا
واقامة الصلاة فى اوقاتها وبكل تفاصيلها
و ايتاء الزكاة اى اعطاؤها لمستحقيها كما امر الله تعالى
وصوم رمضان وهو الشهر الذى بين شعبان وشوال
واما حج البيت فهو قيد الاستطاعة لان الغالب فيه المشقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثالث   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:38 pm



الحديث الثالث
المنكرات والبدع

عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضى الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخارى ومسلم

وفى رواية لمسلم : (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد )

هذا الحديث قال العلماء فيه انه ميزان ظاهر الاعمال وحديث عمر الذى فى اول هذه الموسوعة (انما الاعمال بالنيات)ميزان باطن الاعمال لان العمل اه نيه وله صورة فالصورةهى ظاهر العمل والنيه هى باطن العمل

وفى هذا الحديث فوائد:

الاولى ان من احدث فى هذا الامر -اى الاسلام - ماليس منه فهو مردود عليه
ولو كان حسن النية وينبنى على هذه الفائدة ان جميع البدع مردودة على صاحبها
ولو حسنت نيته



ومن فوائد هذا الحديث ايضا: ان من عمل عملا ولو كان مشروعا ولكن عمله على
غير ذلك الوجة الذى امر به فانه يكون مردودا بناء على الرواية الثانية فى
مسلم


وعلى هذا فمن باع بيعا محرما فبيعه باطل
ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب فى وقت النهى فصلاته باطله
ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جر لان هذه كلها ليس عليها امر الله ورسوله فتكون باطلة مردودة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الرابع   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:38 pm



الحديث الرابع
عن ابى عبد الله النعمان بن البشير رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يقول( ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير
من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات وقع
فى الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى
الا وان حمى الله محارمه ألا وان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله
واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب ) رواه البخارى ومسلم


قسم النبى صلى الله عليه وسلم الامور الى ثلاثة اقسام:
قسم حلال بين لا اشتباه فيه
وقسم حرام بين لا اشتباه فيه وهذان القسمان واضحان اما الحلال فلا يأثم الانسان به واما الحرام فياثم الانسان به

اما القسم الثالث
فهو الامر المشتبة الذى يشتبه حكمه هل هو من الحلال او من الحرام؟
ويخفى حكمه على كثير من الناس

وفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الورع تركه وان لا يقع فيه الانسان
واستبرأ
لدينه فيما بينه وبين الله واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا
يقولون :فلان وقع فى الحرام حيث انهم يعلمونه وهو عنده مشتبه عليه


ثم ضرب النبى صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعى يرعى حول حمى (اى حول ارض محميةلا ترعها البهائم فتكون خضراء لانها لم ترعى فانها تجذب البهائم حتى تدب اليها وترعاها)

( الا وان لكل ملك حمى) يعنى انه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التى يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير

( الا وان حمى الله محارمه ) اى ما حرمه على عباده فهو حماه لانه منعهم ان يقعوا فيه ثم بين ان فى الجسد مضغة يعنى لحمة بقدر ما يمضغه الأّكل

( الا وهى القلب) وهو اشارة الى انه يجب على الانسان ان يراعى ما فى قلبه من الهوى الذى يعصف به حتى يقع فى الحرام والامور المشتبهات

ويستفاد من هذا الحديث فوائد منها
1- ان الشريعة الاسلاميه حلالها واضح وحرامها واضح والمشتبه منها يعلمه بعض الناس

2-انه ينبغى للانسان اذا اشتبه عليه الامر أحلال هو ام حرام ؟ ان يتجنبه حتى يتبين له انه حلال

3-ان
الانسان اذا وقع فى الامور المشتبة هان عليه ان يقع فى الامور الواضحة
فاذا مارس الشئ المشتبة فان نفسه تدعوه الى ان يفعل الشئ البين وحينئذ يهلك


4-حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بضربه للامثال وتوضيحها

5-ان المدار فى الصلاح والفساد على القلب ولذلك يجب على الانسان العناية بقلبه دائما وابدا حتى يستقيم على ما ينبغى ان يكون عليه

6- واخيرا
ان فساد الظاهر دليل على فساد الباطن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الخامس   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:39 pm



الحديث الخامس
عن ابى رقية تميم بن اوس الدارى رضى الله عنه ان النبى (صلى الله عليه وسلم) قال ( الدين النصيحة) قلنا لمن ؟( قال لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخارى ومسلم


فالنصيحة لله عز وجل : هى النصيحة لدينه كذلك القيام باوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والانابة اليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الاسلام وشرائعه

والنصيحة لكتابه
:الايمان بانه كلام الله وانه مشتمل على الاخبار الصادقة والاحكام العادلة
والقصص النافعة وانه يجب ان يكون التحاكم اليه فى جميع شئوننا


والنصيحة
لرسولهصلى الله عليه وسلم : الايمان به وانه رسول الله الى جميع العالمين
ومحبته والتاسى به وتصديق خبره وامتثال اوامره واجتناب نهيه والدفاع عن
دينه


والنصيحة لائمة المسلمين
: مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليهم والصبر على ما يحصل منهم من
الاذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما تجب فيه
المعونة كدفع الاعداء ونحو ذلك


والنصيحة لعامة المسلمين : اى سائر المسلمين هى ايضا بذل النصيحة لهم بالدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وتعليمهم الخير وما اشبه ذلك


وفى هذا الحديث فوائد منها
الحث على النصيحة فى هذه المواطن الخمسة لانهااذا كانتهذه هى الدين فان الانسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به لهذا جعل النبى (صلى الله عليه وسلم) النصيحة فى هذه المواطن الخمسة

تحريم الغش لانه اذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون خلاف الدين وقد ثبت عن النبى (صلى الله عليه وسلم) انه قال ( من غشنا فليس منا )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث السادس   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:40 pm

الحديث السادس
حرمة المسلم


عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(قال أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول
الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم
واموالهم بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخارى ومسلم


(امرت) اى امره الله عزوجل فالامر والناهى هو الله تعالى

(اقاتل الناس حتى يشهدوا ) هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى (قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله
ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون
)


وكذلك السنة جاءت بان الناس يقاتلون حتى يسلموا او يعطوا الجزية

ومن فوائد الحديث
ان من امتنع عن الزكاة يجوز قتاله ولهذا قاتل ابو بكر رضى الله عنه الذين امتنعوا عن الزكاة

ان الانسان اذا دان بالاسلام ظاهرا فان باطنه يوكل الى الله

اثبات الحساب اى ان الانسان يحاسب على عمله ان خيرا فخير وان شرا فشر قال الله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث السادس   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:41 pm



الحديث السادس

مراحل الخلق






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




متن الحديث
(حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏
حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو مُعَاوِيَةَ ‏ ‏وَوَكِيعٌ ‏ ‏
و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ ‏ ‏وَاللَّفْظُ لَهُ ‏ ‏
حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ‏ ‏وَوَكِيعٌ ‏ ‏
قَالُوا حَدَّثَنَا ‏ ‏الْأَعْمَشُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏
وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ
‏إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا
ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ ‏ ‏عَلَقَةً ‏ ‏مِثْلَ ذَلِكَ
ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ ‏ ‏مُضْغَةً ‏ ‏مِثْلَ ذَلِكَ
ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ
وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِ
كَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ
فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ
إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ
فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ ‏ ‏الْكِتَابُ ‏ ‏
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا
وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ
حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ
فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ ‏ ‏الْكِتَابُ ‏ ‏
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا)
*************************************************
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



أهمية الحديث
أن الجنين قبل أربعة أشهر
لا يحكم بأنه إنسان حي،
وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة أشهر
فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه،
لأنه لم يكن إنساناً بعد.

كما أنه بعد أربعة أشهر
تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي،
فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه
كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر

ومنه يتضح في تحريم إسقاط الجنين بإتفاق العلماء
بعد نفخ الروح فيه؛
واعتبار ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعلها،
لأنه جناية على حيٍّ متكامل الخلق ظاهر الحياة.

كما توضح أهمية الحديث
في أن الله تعالى يعلم أحوال الخلق
قبل أن يخلقهم،
فما يكون منهم شيء من إيمان وطاعة
أو كفر ومعصية، وسعادة وشقاوة؛
إلا بعلم الله وإرادته،

كما تأتي الأهمية في توضيح
أن عِلْمَ الله
لا يَرفع عن العبد الاختيار والقصد؛
لأن العلم صفة غير مؤثرة
بل هو صفة كاشفه،
وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة،
ونهاهم عن الكفر والمعصية،
وذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد،
وإلا كان أمر الله تعالى ونهيه عبثاً،
وذلك محال

كما يوضح الحديث
كما قال ابن حجر الهيتمي:
إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله -
بسبب دسيسة باطنية للعبد،
ولا يطلع عليها الناس،
وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار
وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره
فتوجب له حسن الخاتمة.


مفردات الحديث
المصدوق: فيما أوحي إليه،
لأن الملك جبيريل يأتيه بالصدق،
والله سبحانه وتعالى يصدقه فيما وعده به.

يُجمع: يُضَم ويُحفظ، وقيل : يُقَدَّر ويُجمع.

في بطن أمه: في رحمها.

نطفة: أصل النطفة الماء الصافي، المراد هنا: منياً.

علقة: قطعة دم لم تيبس، سميت " علقة ".

فيسبق عليه الكتاب: الذي سبق في علم الله تعالى.


المعنى العام للحديث
بين هذا الحديث تطور خلقة الإنسان في بطن أمه،
وأنه أربعة أطوار
الأول: طور النطفة أربعون يوماً ...
والثاني: طور العلقة أربعون يوماً ...
الثالث: طور المضغة أربعون يوماً ...
والرابع: الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه..
فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار

وأن أحوال الإنسان تكتب عليه
وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله ..
شقي أم سعيد،
ومنها بيان حكمة الله عز وجل
وأن كل شيء عنده بأجل مقدر
وبكتاب لا يتقدم ولا يتأخر

أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة،
لأن رسول الله أخبر
{إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }.


من فوائد الحديث
نفخ الروح: اتفق العلماء على أن
نفخ الروح في الجنين يكون بعد مضي مئة وعشرين يوماً
على الاجتماع بين الزوجين،
وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس،
وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يُعوَّل فيما يُحتاج إليه من الأحكام
من الاستلحاق ووجوب النفقات،
وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم،
ومن هنا كانت الحكمة في أن المرأة المتوفى عنها زوجها
تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام؛
لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة
دون ظهور أثر الحمل.

أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة،
لأن رسول الله أخبر
{ إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }

أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء
فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلاً
ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث السابع   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:42 pm


الحديث السابع

البعد عن مواطن الشبهات



متن الحديث
حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ ‏ ‏
حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏
حَدَّثَنَا ‏ ‏زَكَرِيَّاءُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الشَّعْبِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ‏ ‏
قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏
وَأَهْوَى ‏ ‏النُّعْمَانُ ‏ ‏بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ ‏ ‏
إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ
وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ
وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ
فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ ‏ ‏اسْتَبْرَأَ ‏ ‏لِدِينِهِ ‏ ‏وَعِرْضِهِ ‏ ‏
وَمَنْ وَقَعَ فِي ‏ ‏الشُّبُهَاتِ ‏ ‏وَقَعَ فِي الْحَرَامِ
كَالرَّاعِي ‏ ‏يَرْعَى حَوْلَ ‏ ‏الْحِمَى ‏ ‏
يُوشِكُ أَنْ ‏ ‏يَرْتَعَ ‏ ‏فِيهِ
أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ ‏ ‏حِمًى ‏ ‏
أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ
أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ ‏ ‏مُضْغَةً ‏
‏إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ
وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ
أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ
*************************************************
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
*************************************************


أهمية الحديث
‏أجمع العلماء على عظم وقع هذا الحديث ,
وكثرة فوائده ,
وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام .
قال جماعة : هو ثلث الإسلام ,
وأن الإسلام يدور عليه ,
وعلى حديث : " الأعمال بالنية " ,
وحديث : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . ‏
وسبب عظم موقعه أنه صلى الله عليه وسلم
نبه فيه أنه ينبغي ترك المشتبهات ,
فإنه سبب لحماية الدين والعرض ,
وحذرا من مواقعة الشبهات


مفردات الحديث
بَيِّن: ظاهر .

مُشْتَبِهَات: جمع مشتبه، وهو ما فيه من عدم الوضوح في الحل والحرمة ،
فهو كل ما تنازعته الأدلة من الكتاب والسنة ، وتجاذبته المعاني ، فالإمساك عنه ورع.

لا يَعْلَمُهُنَّ: لا يعلم حكمها.

اتَّقَى الشُّبُهَاتِ: ابتعد عنها، وإجعل بينك وبين كل شبهة أو مشكلة وقاية.

اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ: أي سلم في في دينه مما ينفقه أو يفسده ، وسلم في عرضه مما يشتبه.

الْحِمَى: المحمي، وهو المحظور على غير مالكه.

أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ: أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه.

مضغة: قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ في الفم.


المعنى العام للحديث
قسّم النبي الأمور إلى ثلاثة أقسام:
قسم حلال بيّن لا اشتباه فيه،
وهو قسم حلال ولا يأثم الإنسان به
مثل حل بهيمة الأنعام

وقسم حرام بيّن لا اشتباه فيه،
وهو القسم الذي يأثم الأنسان به
مثل تحريم الخمر

أما القسم الثالث فهم الأمر المشتبه
الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام؟
ويخفى حكمه على كثير من الناس،
وإلا فهو معلوم عند آخرين.

فهذا يقول الرسول الورع تركه وأن لا يقع فيه
ولهذا قال: { فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه }
استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله،
واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس
بحيث لا يقولون: فلان وقع في الحرام،
حيث إنهم يعلمونه
وهو عند مشتبه
ثم ضرب النبي مثلاً لذلك
{ بالراعي يرعى حول الحمى }
أي حول الأرض المحمية التي لا ترعاها البهائم
فتكون خضراء، لأنها لم ترعى فيها
فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها،
{ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه }
ثم قال عليه الصلاة والسلام:
{ ألا وأن لكل ملك حمى}
يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئاً من الرياض
التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير
{ ألا وإن حمى الله محارمه }
أي ما حرمه على عباده فهو حماه،
لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين
أن { في الجسد مضغة }
يعني لحمة بقدر ما يمضغه الآكل
إذا صلحت صلح الجسد كله
ثم بينها بقوله: { ألا وهي القلب }
وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان
أن يراعي ما في قلبه من الهوى
الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات.


من فوائد الحديث

أن الشريعة الإسلامية حلالها بيّن وحرامها بيّن
والمشتبه منها يعلمه بعض الناس.

ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمر
أحلال هو أم حرام
أن يجتنبه حتى يتبيّن له أنه حلال.

إذا وقع الإنسان في الأمور المشتبه
هان عليه أن يقع في الأمور الواضحة
فإذا مارس الشيء المشتبه
فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين
وحينئذ يهلك.

جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين الأمر المعنوي
بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس
ليقرب فهمه.

حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام
بضربه للأمثال وتوضيحها.

أن المدار في الصلاح والفساد على القلب
وينبني على هذه الفائدة
أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائماً وأبداً
حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه.

أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن
لقول النبي : { إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله }
ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثامن   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:52 pm

الحديث الثامن


عن عمر (رضي الله عنه) أيضاً قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"، قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"، ثم انطلق. فلبثت ملياً، ثم قال: "يا عمر أ تدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : أخبرني عن الإيمان : الإيمان في اللغة : هو مطلق التصديق ، وفي الشرع : عبارة عن تصديق خاص ، وهو التصديق بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره . وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر . قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث ، قال الله تعالى :{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات :14].وذلك أنَّ المنافقين كانوا يصلون ويصومون ويتصدقون ، وبقلوبهم ينكرون، فلما ادَّعوا الإيمان كذَّبَهم الله تعالى في دعواهم الإيمان لإنكارهم بالقلوب،وصدقهم في دعوى الإسلام لتعاطيهم إياه . وقال الله تعالى: {إِذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يعلمُ إنَّك لرسولُهُ واللهُ يَشْهَدُ إنَّ المنافقينَ لكَاذبونَ} [المنافقون :1]. أي في دعواهم الشهادة بالرسالة مع مخالفة قلوبهم ، لأن ألسنتهم لم تواطىء قلوبهم ،وشرط الشهادة بالرسالة : أن يواطىء اللسان القلب فلما كذبوا في دعواهم بَّين الله تعالى كذبهم ، ولما كان الإيمان شرطاً في صحة الإسلام استثنى الله تعالى من المؤمنين المسلمين قال الله تعالى : { فأخرجْنا مَنْ كَانَ فيها مِنَ المؤمنينَ فما وَجَدْنَا فيها غير بَيْتٍ مِنَ المسِْلمِينَ} [الذاريات : 35- 36] فهذا استثناء متصل لما بين الشروط من الاتصال ولهذا سمى الله تعالى الصلاة : إيماناً :قال الله تعالى : { وََمَا كَانَ اللهُ ليضيع إيمانكم} [البقرة : 143]. وقال تعالى : {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} [الشورى :52] أي الصلاة .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وتؤمن بالقدر خيره وشره)) بفتح الدال وسكونها لغتان ، ومذهب أهل الحق : إثبات القدر ، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى قدر الأشياء في القدم ، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى ، وفي أمكنة معلومة وهي تقع على حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى . واعلم أن التقادير أربعة :

(الأول) التقدير في العلم ولهذا قيل : العناية قبل الولاية ، والسعادة قبل الولادة ،واللواحق مبنية على السوابق ، قال الله تعالى {يؤفك عنه من أُفِكَ} [الذاريات :9] أي يصرف عن سماع القرآن وعن الإيمان به في الدنيا من صرف عنه في القدم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يهلك الله إلا هالكاً)) أي من كتب في علم الله تعالى أنه هالك .

(الثاني) التقدير في اللوح المحفوظ ، وهذا التقدير يمكن أن يتغير قال الله تعالى : {يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعنده أم الكتاب} [الرعد :39] وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول في دعائه : (( اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً)).

(الثالث) التقدير في الرحم ، وذلك أن الملك يؤمر بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد .

(الرابع ) التقدير وهو سوق المقادير إلى المواقيت ، والله تعالى خلق الخير والشر وقدر مجئيه إلى العبد في أوقات معلومة .و الدليل على أن الله تعالى خلق الخير والشر قوله تعالى:{ إن المجرمين في ضلال وَسُعُرُ * يوم يُسحَبون في النار على وجوهِهمْ ذوقوا مَسَّ سَقَر * إنَّا كلَّ شي خلقناهُ بقَدَرِ} [القمر 47-49] نزلت هذه الأية في القدرية ، يقال لهم ذلك في جهنم، وقال تعالى { قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق} [الفلق 1-2]. وهذا القسم إذا حصل اللطف بالعبد صرف عنه قبل أن يصل إليه .

وفي الحديث : (( إن الصدقة وصلة الرحم تدفع ميتة السوء وتقلبه سعادة )).

وفي الحديث Sad( إن الدعاء والبلاء بين السماء والأرض يقتتلان ، ويدفع الدعاء البلاء قبل أن ينزل)).

وزعمت القدرية : أن الله تعالى لم يقدر الأشياء في القدم ، ولا سبق علمه بها ، وأنها مستأنفة ، وأنه تعالى يعلمها بعد وقوعها ، وكذبوا على الله سبحانه وتعالى جلَّ عن إقوالهم الكاذبة وتعالى علواً كبيراً ، وهؤلاء انقرضوا وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة يقولون : الخير من الله والشر من غيره ، تعالى الله عن قولهم ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( القدرية مجوس هذه الأمة)) . سماهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس ، وزعمت الثنوية أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة فصاروا ثنوية ، كذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى غيره وهو تعالى خالق الخير والشر .

قال إمام الحرمين في كتاب ((الإرشاد)) إن بعض القدرية تقول : لسنا بقدرية بل أنتم القدرية لاعتقادكم أخبار القدر ،و رد على هؤلاء الجهلة بأنهم يضيفون القدر إلى أنفسهم ، ومن يدعي الشر لنفسه ويضيفه إليها أولى بأن ينسب إليه ممن يضيفه لغيره وينفيه عن نفسه .

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الإحسان قال : (( الأحسان أن تعبد الله كأنك تراه )) وهذا مقام المشاهدة لأن من قدر أن يشاهد الملك استحى أن يلتفت إلىغيره في الصلاة وأن يشغل قلبه بغيره ومقام الإحسان مقام الصديقين وقد تقدم في الحديث الأول الإشارة إلى ذلك .

قوله صلى الله عليه وسلم : ((فإنه يراك)) غافلاً إن غفلت في الصلاة وحدثت النفس فيها .

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الساعة فقال : (( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟ بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به ، قال الله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة} [لقمان:34]. وقال تعالى : {ثقلت في السماوات والأرض ، لا تأتيكم إلا بغتة} [الإعراف:187}.وقال تعالى :{ وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً}[الأحزاب:63].

ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعون ألف سنة وأنه بقي منها ثلاثة وستون ألف سنة فهو قول باطل حكاه الطوخي في ((أسباب التنزيل)) عن بعض المنجمين وأهل الحساب ، ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة فهذا يسوف على الغيب ولا يحل اعتقاده.

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن أماراتها قال : (( أن تلد الأمة ربتها)) الأمار والأمارة بإثبات التاء وحذفها لغتان ، وروي ربها وربتها ، قال الأكثرون هذا إخبار عن كثرة السراري وأولادهن ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها لأن مال الإنسان صائر إلى ولده ، وقيل معناه الإماء يلدن الملوك فتكون أمة من جملة رعيته ، ويحتمل أن يكون المعنى : أن الشخص يستولد الجارية ولداً ويبيعها فيكبر الولد ويشتري أمه ، وهذا من أشراط الساعة.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وأن ترى الحفاة العراة العالة ، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)) إذ العالة هم الفقراء ، والعائل الفقير ، والعيلة الفقر وعال الرجل يعيل عيلة أي افتقر . والرعاء بكسر الراء وبالمد ويقال فيه رعاة بضم الراء وزيادة تاء بلا مد معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان .

قوله : (( فلبث مليا)) هو بفتح الثاء على أنه للغائب ، وقيل : فلبثت بزيادة تاء المتكلم وكلاهما صحيح . وملياً بتشديد الياء معناه وقتاً طويلاً.وفي رواية أبي داود والترمذي أنه قال : بعد ثلاثة أيام . وفي (( شرح التنبيه)) للبغوي أنه قال : بعد ثلاثة فأكثر ، وظاهر هذا أنه بعد ثلاث ليال. وفي ظاهر هذا مخالفة لقول أبي هريرة في حديثه ، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ردوا علىَّ الرجل)) فأخذوا يردونه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم : (( رودا علىَّ الرجل)) فأخذوا يرودنه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم Sad( هذا جبريل)) فيمكن الجمع بينهما بأن عمر رضي الله عنه لم يحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحال ، بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين في الحال ، وأخبروا عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضراً عن إخبار الباقين .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم)) ، فيه دليل على ان الإيمان ،و الإسلام ،و الإحسان ، تسمى كلها ديناً ، وفي الحديث دليل على أن الإيمان بالقدر واجب ، وعلى ترك الخوض في الأمور ، وعلى وجوب الرضا بالقضاء . دخل رجل على ابن حنبل رحمه الله . فقال : عظني . فقال له : إن كان الله تعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا ؟ وإن كان الخلف على الله حقاً فالبخل لماذا ؟ وإن كانت الجنة حقاً فالراحة لماذا ؟ وإن كان سؤال منكر ونكير حقاً فالأنس لماذا؟وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة لماذا ؟ وإن كان الحساب حقاً فالجمع لماذا ؟ وإن كان كل شيء بقضاء وقدر فالخوف لماذا ؟

(فائدة) ذكر صاحب (( مقامات العلماء)) أن الدنيا كلها مقسومة على خمسة وعشرين قسماً : خمسة بالقضاء والقدر ، وخمسة بالاجتهاد ، وخمسة منها بالعادة ، وخمسة بالجوهر ، وخمسة بالوراثة . فأما الخمسة التي بالقضاء والقدر : فالرزق ، والولد ، والأهل ، والسلطان ، والعمر . والخمسة التي بالاجتهاد : فالجنة ، والنار ن والعفة ،و الفروسية ، والكتابة . والخمسة التي بالعادة : فالأكل ، والنوم ، والمشي ،و النكاح ،و التغوط .و الخمسة التي بالجوهر : فالزهد ، والزكاة ، والبذل ، والجمال ،و الهيبة. والخمسة التي بالوراثة : فالخير ، والتواصل ، والسخاء والصدق ،و الأمانة .وهذا كله لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم (( كل شيء بقضاء وقدر)). وإنما معناه : أن بعض هذه الأشياء يكون مرتباً على سبب ،وبعضها يكون بغير سبب ، والجميع بقضاء وقدر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث التاسع   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:52 pm

[center]الحديث التاسع


عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن الله تعـالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا ربِّ يا ربِّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( إن الله تعالى طيب)) ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول Sad( اللهم إني أسألك باسمك المطهر الطاهر ، الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وإذا استرحمت به رحمت ، واذا استفرجت به فرجت)) ، ومعنى الطيب : المنزه عن النقائص والخبائث ، فيكون بمعنى القدوس وقيل طيب الثناء ومسلتذ الأسماء عند العارفين بها : وهو طيب عباده لدخول الجنة بالإعمال الصالحة وطيبها لهم ، والكلمة الطيبة : لا إله إلا الله .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يقبل إلا طيباً)) أي فلا يتقرب إليه بصدقة حرام ، ويكره التصدق بالرديء من الطعام كالحب العتيق المسوس ، وكذلك يكره التصدق بما فيه شبهة قال الله تعالى :{ ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون} [البقرة:267]. فكما أنه تعالى لا يقبل المال إلا الطيب كذلك لا يقبل من العمل إلا الطيب الخالص من شائبة الرياء والعجب والسمعة ونحوها .

قوله: فقال تعالى:{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} [المؤمنون:51].وقوله تعالى :{ يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}[البقرة :172]. المراد بالطيبات الحلال.

في الحديث دليل على أن الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوي على الطاعة أو إحياء نفسه ،و ذلك من الواجبات ، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعم .

قوله Sad( مطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام)) أي شبع ، وهو بضم الغين المعجمة وكسر الذال المعجمة المخففة من الغذي بالكسر والقصر ،و أما الغداء بالفتح والمد والدال المهملة : فهو عبارة عن نفس الطعام الذي يؤكل في الغداة ، قال الله تعالى :{ قال لفتاه آتنا غداءنا} [الكهف :62].

قوله : ((فأنى يستجاب له)) أي استبعاداُ لقبوله إجابة الدعاء ،و لهذا شرط العبادي لقبول الدعاء أكل الحلال ، والصحيح أن ذلك ليس بشرط فقد استجاب لشر خلقه إبليس فقال :{إنك من المنظرين} [الأعراف:15].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث العاشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:53 pm

[center]الحديث العاشر


عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وريحانته رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". (رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) فيه دليل على أن المتقي ينبغي له أن لا يأكل المال الذي فيه شبهة ، كما يحرم عليه أكل الحرام ، وقد تقدم .

قوله : (( إلى ما لا يريبك)) أي اعدل إلى ما لا ريب فيه من الطعام الذي يطمئن به القلب وتسكن إليه النفس . والريبة : الشك وتقدم الكلام عن الشبهة.

الحديث الثاني عشر

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه". (حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) أي ما لا يهمه من أمر الدين والدنيا من الأفعال والأقوال . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين سأله عن صحف إبراهيم قال Sad( كانت أمثالاً كلها ، كان فيها : أيها السلطان المغرور إني لم أبعثك لتجمع الأموال بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عن دعوة المظلوم فإني لا أردها ، ولوكانت من كافر. وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ،وساعة يتفكر في صنع الله تعالى ، وساعة يحدث فيها نفسه ، وساعة يخلو بذي الجلال والإكرام ، وإن تلك الساعة عون له علىتلك الساعات، .و كان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله ، أن لا يكون ساعياً إلا في ثلاث : تزود لمعاد، ومؤنة لمعاش ،ولذة في غير محرم .وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون بصيراً لزمانه ، مقبلاً على شأنه . حافظاً للسانه، ومن حسب الكلام من عمله يوشك أن يقل الكلام إلا فيما يعنيه)) .

قلت : بأبي وأمي فما كان في صحف موسى ؟ قال : (( كانت عبراً كلها ، كان فيها : عجباً لمن أيقن بالنار كيف يضحك ، وعجباً لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجباً لمن رآى الدنيا وتقلبها بأهلها وهو يطمئن إليها ،و عجباً لمن أيقن بالقدر ثم هو يغضب ، وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً وهو لا يعمل))؟!.

قلت : بأبي وأمي هل بقي مما كان في صحفهما شيء؟ قال : ((نعم ياأباذر{ قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى* بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخِرُة خيرَّ وأبقى * إنَّ هذا لفي الصُّحُفِ الأولى * صحف إبراهيم وموسى} [الأعلى:14-19]. إلى آخر السورة .
قلت : بأبي وأمي أوصني ،قال Sad( أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك كله)) ،قال : قلت زدني ، قال: (( عليك بتلاوة القرآن واذكر الله كثيراً فإنه يذكرك في السماء)) ، قلت زدني ، قال Sad( عليك بالجهاد فإنه رهبانية المؤمنين)) ، قلت زدني ، قال : (( عليك بالصمت فإنه مطردة للشياطين عنك ، وعون لك على أمر دينك)) ، قلت زدني ، قال : (( قل الحق ولو كان مراً)) ،قلت زدني ، قال Sad( لا تأخذك في الله لومة لائم))، قلت :زدني، قال((صل رحمك وإن قطعوك))، قلت: زدني ، قال : ((بحسب امرئ من الشر ما يجهل من نفسه ، ويتكلف ما لا يعنيه . يا أبا ذر : لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق)).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الحادى عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:54 pm

[center]الحديث الحادى عشر


عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)): الأولى أن يحمل ذلك علىعموم الأخوة ، حتي يشمل الكافر والمسلم، فيحب لأخيه الكافر ما يحب لنفسه من دخوله في الإسلام ، كما يحب لأخيه المسلم دوامه على الإسلام ،ولهذا كان الدعاء بالهداية للكافر مستحباً، والحديث محمول على نفي الإيمان الكامل عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه . والمراد بالمحبة إرادة الخير والمنفعة، ثم المراد: المحبة الدينية لا المحبة البشرية ، فإن الطباع البشرية قد تكره حصول الخير وتمييز غيرها عليها ، والإنسان يجب عليه أن يخالف الطباع البشرية ويدعو لأخيه ويتمنى له ما يحب لنفسه ،والشخص متى لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه كان حسوداً .

والحسد كما قال الغزالي: ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

الأول : أن يتمنى زوال نعمة الغير وحصولها لنفسه .

الثاني : أن يتمنى زوال نعمة الغير وإن لم تحصل له كما إذا كان عنده مثلها أو لم يكن يحبها ، وهذا أشر من الأول .

الثالث: أن لا يتمنى زوال النعمة عن الغير ولكن يكره ارتفاعه عليه في الحظ والمنزلة ويرضى بالمساواةولا يرضى بالزيادة ،وهذا أيضاً محرم لأنه لم يرض بقسمة الله تعالى :{ أهم يقسمون رحمة ربك؟! نحن قسمنا معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضَهُم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذَ بعضُهًم بعضاً سخرياً ورحمةُ ربكَ خيرُُمما يجمعون} [الزخرف:32]. فمن لم يرض بالقسمة فقد عارض الله تعالى في قسمته وحكمته.وعلى الإنسان أن يعالج نفسه ويحملها علىالرضى بالقضاء ويخالفها بالدعاء لعدوه بما يخالف النفس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثانى عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:54 pm

[center]الحديث الثانى عشر

عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة". (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم: (( الثيب الزاني)) المراد : من تزوج ووطىء في نكاح صحيح ثم زنا بعد ذلك ، فإنه يرجم ، وإن لم يكن متزوجاً في حالة الزنا لاتصافه بالإحصان .

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( والنفس بالنفس)) أي بشرط المكافأة فلا يقتل المسلم بالكافر ولا الحر بالعبد عند الشافعية ، لا الحنفية.

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( والتارك لدينه المفارق للجماعة))وهو المرتد والعياذ بالله تعالى ، وقد يكون موافقاً للجماعة كاليهودي إذا تنصر ، وبالعكس يقتل لأنه تارك لدينه غير مفارق للجماعة ، وفيه قولان ، أصحها : لا يقتل بل يلحق بالمأمن . والثاني :يقتل لأنه اعتقد بطلان دينه الذي كان عليه وانتقل إلى دين كان يرى بطلانه قبل ذلك ، وهو غير الحق فلا يترك بل إن لم يسلم يقتل ،وقد تقدم القتل أيضاً في صورة سبق الكلام عليها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثالث عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:55 pm

[center]الحديث الثالث عشر

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) قال الشافعي رحمه الله تعالى : معنى الحديث : إذا أراد أن يتكلم فليفكر ، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم ، وإن ظهر أن فيه ضرر أو شك فيه أمسك. وقال الإمام الجليل أبو محمد ابن أبي زيد إمام المالكية بالمغرب في زمنه : جميع آداب الخير تتفرع من أربعة أحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)). وقوله صلى الله عليه وسلم Sad( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) . وقوله صلى الله عليه وسلم : للذي اختصر له الوصية Sad( لا تغضب)). وقوله Sad( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).

ونقل عن أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى أنه قال : السكوت في وقته صفة الرجال ، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال . قال : وسمعت أبا علي الدقاق يقول : من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.وكذا نقله في (( حلية العلماء)) عن غير واحد . وفي (( حلية الأولياء)) أن الإنسان ينبغي له أن لا يخرج من كلامه إلا ما يحتاج إليه ، كما أنه لا ينفق من كسبه إلا ما يحتاج إليه وقال : لو كنتم تشترون الكاغد للحفظة لسكتم عن كثير من الكلام . وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال Sad( من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه)) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( العافية في عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت إلاَّ عن ذكر الله تعالى عز وجل)) .ويقال : من سكت فسلم ، كمن قال فغنم . وقيل لبعضهم: لم لزمت السكوت ؟ قال : لأن لم أندم على السكوت قط ،و قد ندمت على الكلام مراراً. ومما قيل: جرح اللسان كجرح اليد، وقيل : اللسان كلب عقور إن خلي عنه عقر .وروي عن على رضي الله عنه .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)).

قال القاضي عياض : معنى الحديث : أن من التزم شرائع الإسلام ، لزمه إكرام الضيف والجار .وقد قال صلى الله عليه وسلمSad( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) . وقال صلى الله عليه وسلم (( من آذى جاره ملكه الله داره)). وقوله تعالى :{والجار ذي القربي والجار الجنب}[النساء:36].

الجار يقع على أربعة : الساكن معك في البيت. قال الشاعر: أجارتنا بالبيت إنك طالق

ويقع على من لاصق لبيتك، ويقع على أربعين داراً من كل جانب، ويقع على من يسكن معك في البلد ، قال الله تعالى :{ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلاً}[الأحزاب:6] فالجار القريب المسلم له ثلاثة حقوق، والجار البعيد المسلم له حقان ، وغير القريب المسلم له حق واحد .

والضيافة من آداب الإسلام ،وخلق النبين والصالحين ،و قد أوجبها الليث ليلة واحدة ،واختلفوا : اهل الضيافة على الحاضر والبادي ، أم على البادي خاصة ؟ فذهب الشافعي ، ومحمد بن عبد الحكم إلى أنها على الحاضر والبادي .وذهب مالك وسحنون : إلى أنها على أهل البوادي ، لأن المسافر يجد في الحضر المنازل في الفنادق ومواضع النزول وما يشتري من الأسواق وقد جاء في حديث : (( الضيافة على أهل الوبر وليست على أهل المدر)).

لكنه حديث موضوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: لحديث الرابع عشر    موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:55 pm

[center]لحديث الرابع عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) : أوصني، قال: "لا تغضب"، فردّد مراراً، قال: "لا تغضب". (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم (( لا تغضب)) معناه لاتنفذ غضبك ، وليس النهي راجعاً إلىنفس الغضب ، لأنه من طباع البشر ، ولا يمكن الإنسان دفعه .

وقوله عليه الصلاة والسلام : (( إياكم والغضب فإنه جمرة تتوقد في فؤاد ابن آدم ، ألم تر إلى أحدكم إذا غضب كيف تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه ، فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليضجع أو ليلصق بالأرض )).

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علمني علماً يقربني من الجنة ويبعدني من النار قال: (( لا تغضب ولك الجنة)). وقال صلى الله عليه وسلم Sad( إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما يطفىء النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)).

وقال أبو ذر الغفاري : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع)).

وقال عيسى عليه الصلاة والسلام ليحي بن زكريا عليه الصلاة والسلام : إني معلمك علماً نافعاً : لا تغضب . فقال : وكيف لي أن لا أغضب ؟قال إذا قيل لك ما فيك فقل : ذنب ذكرته أستغفر الله منه ، وإن قيل لك ما ليس فيك فاحمد الله إذ لم يجعل فيك ما عيرت به ، وهي حسنة سيقت إليك .

وقال عمرو بن العاص : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يبعدني عن غضب الله تعالى قال Sad( لا تغضب)).

وقال لقمان لأبنه : إذا أردت أن تؤاخي أخاً فأغضبه ، فإن أنصفك وهو مغضب ، وإلا فاحذره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الخامس عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:56 pm

[center]الحديث الخامس عشر

عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة؛ وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلمSad( إن الله كتب الإحسان على كل شيء)) من جملة الإحسان عند قتل المسلم في القصاص أن يتفقد آلة القصاص ، ولا يقتل بآلة كالّة،وكذلك يحد الشفرة عند الذبح ،و يريح البهيمة ،و لا يقطع منها شيء حتى تموت ،و لا يحد السكين قبالتها ، وأن يعرض عليها الماء قبل الذبح ، ولا يذبح اللبون ، ولا ذات الولد ، حتى يستغني عن اللبن.وإن لا يستقصي في الحلب ، ويقلم أظفاره عند الحلب ، قالوا : ولا يذبح واحدة قدّام أخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث السادس عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:57 pm

[center]الحديث السادس عشر

عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن". (رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( اتق الله حيثما كنت)) أي اتقه في الخلوة كما تتقيه في الجلوة بحضرة الناس ، واتقه في سائر الأمكنة والأزمنة. مما يعين على التقوى استحضار أن الله تعالى مطلع على العبد في سائر أحواله ، قال الله تعالى :{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاهو معهم أين ما كانوا ثم يُنَبِّئُهم بما عملوا يوم القيامة إنّ الله بكل شيء عليم} [المجادلة:7]. والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات .

وقوله صلى الله عليه وسلم Sad( وأتبع السيئه الحسنة تمحها)) أي إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها .

اعلم : أن ظاهر هذا الحديث يدل على أن الحسنة لا تمحو إلا سيئة واحدة ، وإن كانت الحسنة بعشر ، وأن التضعيف لا يمحو السيئه ، وليس هذا على ظاهره ، بل الحسنة الواحدة تمحو عشر سئيات . وقد ورد في الحديث ما يشهد لذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((تُكِّبرون دبر كل الصلاة عشراً وتحمدون عشراً وتُسبِّحون عشراً فذلك مَائة وخمسون باللسان وألف وخمسائة في الميزان)).

ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( أيكم يفعل في اليوم الواحد ألفاً وخمسمائة سيئة))دل على أن التضعيف يمحو السيئات . وظاهر الحديث : أن الحسنة تمحو السيئة المتعلقة بحق الله تعالى ، أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة ، فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد ، ولا بد أن يعين له جهة الظلامة ، فيقول : قلت عليك كيت وكيت .

وفي الحديث دليل على أن محاسبة النفس واجبة ، قال صلى الله عليه وسلم Sad( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )) . وقال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتَنظُر نفسُ ما قدمت لغدٍ} [الحشر:18].

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وخالق الناس بخلق حسن)).. اعلم أن الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس ، وإلى كف الأذى عنهم ،قال صلى الله عليه وسلم : (( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوها ببسط الوجه وحسن الخلق)).

وعنه صلى الله عليه وسلم : (( خيركم أحسنكم أخلاقاً)).

وعنه صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال ؟ قال Sad( حسن الخلق)) ، وهو على ما مر أن أن لا تغضب .

ويقال : اشتكى نبي إلى ربه سوء خلق امرأته ، فأوحى الله إليه : قد جعلت ذلك حظك من الأذى .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وخيارهم خيارهم لنسائهم)) .

وعنه صلى الله عليه وسلم : (( إن الله اختار لكم الإسلام ديناً فأكرموه بحسن الخلق والسخاء ، فإنه لا يكمل إلا بها)).

وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف : 199].

قال في تفسير ذلك : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.

وقال الله تعالى :{ اُدْفَعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت:34].

وقيل في تفسير قوله تعالى :{ وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم} [القلم:4].

قال : كان خلقه القرآن ، يأتمر بأمره وينزجر بزواجره ، ويرضى لرضاه ، ويسخط لسخطه صلى الله عليه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث السابع عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:57 pm

[center]الحديث السابع عشر

عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح)

وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً".

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك)) أي احفظ أوامره وامتثلها ، وانته عن نواهيه ، يحفظك في تقلباتكم ودنياك وآخرتك قال الله تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل:97]. وما يحصل للعبد من البلاء والمصائب بسبب تضييع أوامر الله تعالى ، قال الله تعالى :{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}[الشورى:30].

قوله صلى الله عليه وسلم : (( تجده تجاهك)) أي أمامك ، قال صلى الله عليه وسلم : (( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )) وقد نص الله تعالى في كتابه: أن العمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وأن عمل المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدة ، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات :143-144]. ولما قال فرعون : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال الملك: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس :90-91].

قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله)) إشارة إلى أن العبد لا ينبغي له أن يعلق سره بغير الله ، بل يتوكل عليه في سائر أموره ، ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه : كطلب الهداية ، والعلم ، والفهم في القرآن والسنة ،وشفاء المرض ، وحصول العافية من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة ، سأل ربه ذلك . وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقه ، كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور ، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول : اللهم حنن علينا قلوب عبادك وإمائك ، و ما أشبه ذلك ، ولا يدعو الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه صلى الله عليه وسلم سمع علياً يقول : اللهم اغننا عن خلقكفقال : (( لا تقل هكذا فإن الخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ، ولكن قل : اللهم اغننا عن شرار خلقك )) وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ، ويروى عن الله تعالى في الكتب المنزلة : أيقرع بالخواطر باب غيري وبابي مفتوح ؟ أم هل يؤمل للشدائد سواي وأنا الملك القادر ؟ لأكسونَّ من أمل غيري ثوب المذلة بين الناس ... الخ .

قوله: (( واعلم أن الأمة)) الخ ، لما كان قد يطمع في بر من يحبه ويخاف شر من يحذره ، قطع الله اليأس من نفع الخلق بقوله :{وإن يمسسك الله بُضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}[يونس:107]. ولا ينافي هذا كله قوله تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام : {فأخاف أن يقتلون}[الشعراء:14]. [والقصص:33]. وقوله تعالى :{إنّنا نخافُ أن يفرطَ علينا أو أنْ يَطْغى} [طه:45]. وكذا قوله: { خذوا حذركم} [النساء:71] إلى غير ذلك.

بل السلامة بقدر الله ، والعطب بقدر الله ، والإنسان يفر من أسباب العطب إلى أسباب إلى أسباب السلامة ، قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلُكة}[البقرة:195].

قوله صلى الله عليه وسلم Sad(واعلم أن النصر مع الصبر)) قال صلى عليه وسلم Sad( لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ولا تفروا ، فإن الله مع الصابرين)).. وكذلك الصبر على الأذى في موطن يعقبه النصر.

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( وأنّ الفرج مع الكرب)) والكرب هو شدة البلاء ، فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى الفرج كما قيل : اشتدي أزمة تنفرجي.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وأن مع العسر يسراً)) قد جاء في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال Sad( لن يغلب عسر يسرين)) وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين وذكر اليسر مرتين ، لكن عند العرب أن المعرفة إذا أعيدت معرفة توحدت لأن اللام الثانية للعهد ، واذا أعيدت النكرة تعددت فالعسر ذكر مرتين معرفاً ، واليسر مرتين منكراً فكان ، اثنين فلهذا قال صلى الله عليه وسلم Sad( لن يغلب عسر يسرين)).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثامن عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:58 pm

[center]الحديث الثامن عشر


عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت". (رواه البخاري)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( اذا لم تستح فاصنع ما شئت)) معناهُ: إذا أردت فعل شيء ، فإن كان مما لا تستحي من فعله من الله ، ولا من الناس فافعله ، وإلا فلا. وعلى هذا الحديث يدور مدار الإسلام كله ، وعلى هذا يكون قوله صلى الله عليه وسلم Sad(فاصنع ما شئت )) أمر إباحة ، لأن الفعل إذا لم يكن منهياً عنه شرعاً كان مباحاً.

ومنهم من فسر الحديث بأنك إذا كنت لا تستحي من الله ولا تراقبه فاعط نفسك مناها وافعل ما تشاء ، فيكون الأمر فيه للتهديد لا للإباحة ، ويكون كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم}[فصلت:40]. وكقوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورَجلكَ وشارِكهُمْ في الأموال والأولاد وعِدْهُم وما يعدهم الشيطانُ إلا غروراً}[الإسراء:64].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث التاسع عشر   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:58 pm

[center]الحديث التاسع عشر


عن أبي عمرو، وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: "قل آمنت بالله ثم استقم". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( قل آمنت بالله ثم استقم))أي كما أمرت ونهيت ، والاستقامة ملازمة الطريق بفعل الواجبات وترك المنهيات ، قال الله تعالى :{فاستقم كما أمرت ومن تاب معك}[هود:112].وقال الله تعالى :{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة}[فصلت:30]. أي عند الموت تبشرهم بقوله تعالى: {لا تخافواولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنت توعدون }[فصلت:30].

وفي التفسير أنهم إذا بشروا بالجنة قالوا: وأولادنا ما يأكلون وما حالهم بعدنا؟ فيقال لهم : {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.[فصلت:31]أي نتولى أمرهم بعدكم، فتقر بذلك أعينهم.

الحديث الثاني والعشرون

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: "أن رجلاً سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أرأيت إذا صلّيت المكتوبات، وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرّمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئاً أدخل الجنة ؟ قال: نعم". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

ومعنى حرّمت الحرام: اجتنبته، ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقداً حلّه.
وَمَعْنى حَرَّمْتُ الحَرامَ: اجْتَنَبْتُهُ . وَمَعْنى أَحْلَلْتُ الحَلالَ:فَعَلْتُهُ مُعْتَِقداً حِلَّهُ.
قوله : (( أرأيت ... إلخ)) معناه : أخبرني.
وقوله : (( وأحللت الحلال )) أي اعتقدته حلالاً وفعلت منه الواجبات ، ((وحرمت الحرام)) أي اعتقدته حراماً ولم أفعله.
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( نعم)) أي تدخل الجنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث العشرون   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:59 pm

[center]الحديث العشرون

عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك. كل الناس يغدو؛ فبائع نفسه، فمعتقها، أو موبقها". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( الطهور شطر الإيمان )) فسر الغزالي الطهور : بطهارة القلب من الغل والحسد والحقد وسائر أمراض القلب. وذلك أن الإيمان الكامل إنما يتم بذلك ، فمن أتى بالشهادتين حصل له الشطر ، ومن طهر قلبه من بقية الأمراض كمل إيمانه ، ومن لم يطهر قلبه فقد نقص إيمانه .

قال بعضهم: ومن طهر قلبه وتوضأ واغتسل وصلى ، فقد دخل الصلاة بالطهارتين جميعاً، ومن دخل في الصلاة بطهارة الأعضاء خاصة فقد دخل بإحدى الطهارتين، والله سبحانه وتعالى لا ينظر إلا إلى طهارة القلب لقوله صلى الله عليه وسلم Sad(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأبشاركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)).

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض)) وهذا قد يشكل على الحديث الآخر وهو أن موسى عليه الصلاة والسلام قال : (( يا رب دلني على عمل يدخلني الجنة ؟ قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله ، فلو وضعت السماوات السبع والأرضون السبع في كفة ، ولا إله إلا الله في كفة ، لرجحت بهم لا إله إلا الله )). ومعلوم أن السماوات والأرضين أوسع مما بين السماء والأرض، وإذا كانت الحمد لله تملأ الميزان وزيادة ، لزم أن تكونا لحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض لأن الميزان أوسع مما بين السماء الأرض ،و الحمد لله تملؤها . والمراد لو كان جسماً لملأ الميزان ، أو أن ثواب الحمد لله يملؤها .

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( والصلاة نور)) أي ثوابها نور وفي الحديث Sad( بَشِّر الماشين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)).

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( والصدقة برهان)) أي دليل على صحة إيمان صاحبها ، وسميت صدقة لأنها دليل على صدق إيمانه ،وذلك أن المنافق قد يصلي ،ولا تسهل عليه الصدقة غالباً.

وقوله صلى الله عليه وسلم Sad( والصبر ضياء)) أي الصبر المحبوب ، وهو الصبر على طاعة الله ،و البلاء ومكاره الدنيا ، ومعناه : لا يزال صاحبه مستمراً على الصواب .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( كل الناس يغدو فبائع نفسه)) معناه كل إنسان يسعى لنفسه ، فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب ، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما ((فيوبقها)) أي يهلكها، قال عليه الصلاة والسلام Sad( من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وأنبياءك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ،وأن محمداً عبدك ونبيك، أعتق الله ربعه من النار ، فإن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ، فإن قالها ثلاثاُ أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار ، فإن قالها أربعاً أعتق الله كله من النار)).

فإن قيل : المالك إذا أتق بعض عبده سرى العتق إلى باقيه والله تعالى أعتق الربع الأول فلم يسر عليه وكذلك الباقي.

فالجواب: إن السراية قهرية ، والله تعالى لا تقع عليه الأشياء القهرية بخلاف غيره ، ولا يقع في حكمه سبحانه ما لا يريد ، قال الله تعالى :{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهمُ الجنةَ يُقاتلون في سبيلِ الله فَيَقتلون ويُقتَلون وعداً عليه حقاً في التوارة والإنجيل والقرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيِعكُم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }[التوبة:111].

قال بعض العلماء : لم يقع بيع أشرف من هذا ، وذلك أن المشتري هو الله ،و البائع المؤمنون ،والمبيع الأنفس ، والثمن الجنة.

وفي الآية دليل على أن البائع يجبر أولاً على تسليم السلعة قبل أن يقبض الثمن ،وأن المشتري لا يجبر أولاً على تسليم الثمن.

وذلك أن الله تعالى أوجب على المؤمنين الجهاد حتى يقتلوا في سبيل الله فأوجب عليهم أن يسلموا الأنفس المبيعة ويأخذوا الجنة . فإن قيل : كيف يشتري السيد من عبيده أنفسهم ،و الأنفس ملك له ؟! قيل : كاتبهم ثم اشترى منهم ،والله تعالى أوجب عليهم الصلوات الخمس والصوم وغير ذلك ،فإذا أدّوا ذلك فهم أحرار ،و الله تعالى أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الحادى والعشرون   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 9:59 pm

[center]الحديث الحادى والعشرون

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه -عزّ وجلّ- أنه قال: "يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً؛ فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكـم عارٍ إلا مـن كسوته؛ فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً؛ فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني؛ فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله عز وجل : (( إني حرمت الظلم على نفسي)) أي تقدست عنه ، والظلم مستحيل في حق الله تعالى ، فإن الظلم مجاوزة الحد والتصرف في ملك الغير وهما جميعاً محال في حق الله تعالى .

قوله تعالى Sad( فلا تظالموا)) أي فلا يظلم بعضكم بعضاً.

قوله تعالى Sad( إنكم تَخطَأون بالليل والنهار)) بفتح التاء والطاء على أنه من خطىء بفتح الخاء وكسر الطاء يخطأ في المضارع ، ويجوز فيه ضم التاء على أنه من أخطاء ، والخطأ يستعمل في العمد والسهو ولا يصح إنكار هذه اللغة ويرد عليه قوله تعالى :{ إنَّ قَتْلهمُ كانَ خِطأً كبيراً}[الإسراء:31]. بفتح الخاء والطاء وقرىء((خطئاً كبيراً)) أيضاً.

قوله تعالى Sad(لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم))...إلخ دلت الأدلةالسمعية والعقلية على أن الله مستغن في ذاته عن كل شيء ، وأنه تعالى لا يتكثر بشيء من مخلوقاته ، وقد بين الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما بينهما ، ثم بين أنهم مستغن عن ذلك قالتعالى :{يخلق الله ما يشاء}[آل عمران:47]. وهو قادر على أن يذهب هذا الوجود ويخلق غيره ، ومن قدر على أن يخلق كل شيء، فقد استغنى عن كل موجود ، ثم بين سبحانه وتعالى أنه مستغن عن الشريك فقال تعالى :{ولم يكن له شريك في الملك}. ثم بين سبحانهوتعالى أنه مستغن عن المعين والظهير فقال تعالى :{ولم يكن له ولي من الذل}[الإسراء:111]. فوصف العز ثابت أبداً، ووصف الذل منتف عنه تعالى ، ومن كان كذلك فهو مستغن عن طاعة المطيع ،ولو أن الخلق كلهم أطاعوا كطاعة أتقى رجل منهم ، وبادروا إلى أوامرهونواهيه ولم يخالفوه، لم يتكثر سبحانه وتعالى بذلك ،ولا يكون ذلك زيادة في ملكه ،و طاعتهم إنما حصلت بتوفيقه وإعانته ،وطاعتهم نعمة منه عليهم ،ولو إنهم كلهم عصوه كمعصية أفجر رجل وهو إبليس ، وخالفوه أمره ونهيه لم يضره ذلك ولم ينقص ذلك من كمال ملكه شيئاً ، فإنه لو شاء أهلكهم وخلق غيرهم فسبحان من لا تنفعه الطاعة ، ولا تضره المعصية .

قوله تعالى Sad( فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط اذا أدخل البحر)) ومعلوم أن المخيط وهو الإبرة وذلك في المشاهدة لا تنقص من البحر شيئاً، والذي يتعلق بالمخيط لا يظهر له أثر في المشاهدة ولا الوزن .

قوله تعالى Sad( فمن وجد خيراً فليحمد الله)) أي على توفيقه لطاعته.
قوله تعالىSad( ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) حيث اعطاها مناها واتبع هواها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثانى والعشرون   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 10:00 pm

[center]الحديث الثانى والعشرون


عن أبي ذر رضي الله عنه أيضاً: أن ناساً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم) : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: "أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؛ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟‍ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله: قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟ قالSad( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر)) اعلم أن شهوة الجماع أحبها الأنبياء والصالحون ، قالوا : لما فيها من المصالح الدينية والدنيوية من غضِّ البصر وكسر الشهوة عن الزنا وحصول النسل الذي تتم به عمارة الدنيا وتكثر الأمة إلى يوم القيامة ، قالوا : وسائر الشهوات يقسي تعاطيها القلب ، إلا هذه فإنها ترقق القلب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الثالث والعشرون   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 10:00 pm

[center]الحديث الثالث والعشرون

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة". (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( كل سلامى من الناس عليه صدقة)) والسلامى أعضاء الإنسان ،وذكر أنها ثلاث مائة وستون عضواً منها صدقة كل يوم ، وكل عمل بر من تسبيح أو تهليل أو تكبير أو خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، فمن أدى هذه في أول يومه فقد أدى زكاة بدنه فيحفظ بقيته .

وجاء في الحديث: (( أن ركعتين من الضحى تقوم مقام ذلك)).

وفي الحديث: (( يقول الله تعالى : يا ابن آدم صلِّ لي أربع ركعات في أول اليوم أكفك في أول اليوم وأكفك في آخره)).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
ابو الريم
مشرف
مشرف
ابو الريم


عدد المساهمات : 356
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 36
الموقع : مشرف

موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Empty
مُساهمةموضوع: الحديث الرابع والعشرون   موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 10:01 pm

الحديث الرابع والعشرون

عن النواس بن سمعان رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس". (رواه مسلم)

وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم، قال: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك". (حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين: أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلمSad( البر حسن الخلق)) وقد تقدم الكلام في حسن الخلق ، قال ابن عمر : البر أمر هين ، وجه طلق ولسان لين . وقد ذكر الله تعالى آية جمعت أنواع البر فقال تعالى :{ولكن البرَّ مَنْ آمَنَ بالله واليومِ الآخر} [البقرة177].

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( والإثم ما حاك في نفسك)) أي اختلج وتردد ولم تطمئن النفس إلىفعله ، وفي الحديث دليل على أن الإنسان يراجع قلبه إذا أراد الإقدام على فعل شيء فإن اطمأنت عليه النفس فعله وإن لم تطمئن تركه ، وقد تقدم الكلام على الشبهة في حديث (( الحلال بين والحرام بين)). ويروى أن آدم عليه الصلاة والسلام أوصى بنيه بوصايا، منها أنه قال :إذا أردتم فعل شيء فإن اضطربت قلوبكم فلا تفعلوه ، فإني لما دنوت من أكل الشجرة اضطرب قلبي عند الأكل. ومنها أنه قال : إذا أردتم فعل شيء فانظروا في عاقبته فإني لو نظرت في عاقبة الأكل ما أكلت من الشجرة. ومنها أنه قال :إذا أردتم فعل شيء فاستشيروا الأخيار فإني لو استشرت الملائكة لأشاروا عليّ بترك الأكل من الشجرة .

قوله صلى الله عليه وسلم Sad( وكرهت أن يطلع عليه الناس)) لأن الناس قد يلومون الإنسان على أكل الشبهة وعلى أخذها وعلى نكاح امرأة قد قيل إنها أرضعت معه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم Sad( كيف وقد قيل)). وكذلك الحرام إذا تعاطاه الشخص يكره أن يطلع عليه الناس ، ومثال الحرام الأكل من مال الغير ، فإن يجوز إن كان يتحقق رضاه ، فإن شك في رضاه حرم الأكل ،وكذلك التصرف في الوديعة بغير إذن صاحبها ، فإن الناس إذا اطلعوا على ذلك أنكروه عليه ، وهو يكره اطلاع الناس على ذلك لأنهم ينكرون عليه .

قوله صلى الله عليه وسلم: (( ما حاك في النفس ، وإن أفتاك الناس وأفتوك)).

مثاله الهدية إذا جاءتك من شخص ، غالب ماله حرام ،وترددت النفس في حلها ،وأفتاك المفتي بحل الأكل فإن الفتوى لاتزيل الشبهة ،وكذلك إذا أخبرته امرأة بأنه ارتضع مع فلانة ، فإن المفتي إذا أفتاه بجواز نكاحها لعدم استكمال النصاب لا تكون الفتوى مزيلة للشبهة ، بل ينبغي الورع وإن أفتاه الناس ،والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3j2a.mam9.com
 
موسوعة تفسير الأحاديث النبوية الشريفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» لرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية
» السيرة النبوية : 1-البعثة و الدعوة و الهجرة و الوفاة
» موسوعة جسم الإنسان
» موسوعة المقاطع الصوتية المؤثرة
» كتاب موسوعة الفتوحات الإسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عجئة فلسطين :: المنتديات الاسلاميه :: منتدى الا حاديث-
انتقل الى: